فلینظر الإنسان إلى طعامه

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 15
الغذاء النافعسورة عبس / الآیة 24 ـ 32

تحدثت الآیات السابقة حول مسألة المعاد، والآیات القادمة تتناول نفس الموضوع بشکل أوضح، ویبدو أنّ الآیات المبحوثة ـ وانسیاقاً مع ما قبلها وما بعدها ـ تتطرق لذات البحث وتبیّن مفردات قدرة الباری جلّ شأنه على کلّ شیء کدلیل على إمکان تحقق المعاد، فما یقرّب إمکانیة القیامة إلى الأذهان هو إحیاء الأراضی المیتة بإنزال المطر علیها، العملیة تمثل إحیاء بعد موت مختصة بعالم النبات.

ثمّ إن البیان القرآنی فی الآیات أعلاه قد طرح بعض مفردات الأغذیة التی جعلها اللّه تحت تصرف الإنسان والحیوان، لتثیر عند الإنسان الإحساس بضرورة شکر المنعم الواهب، وهذا الإحساس بدوره سیدفع الإنسان لیتقرب فی معرفة بارئه ومصوّره.

وشرعت الآیات بقولها: (فلینظر الإنسان إلى طعامه)(1) کیف خلقه اللّه تعالى؟!

الغذاء من أقرب الاشیاء الخارجیة من الإنسان وأحد العوامل الرئیسیة فی بناء بدنه، ولولاه لتقطّعت أنفاس الإنسان وأسدلت ستارة نصیبه من الحیاة، ولذلک جاء التأکید القرآنی على الغذاء وبالذات النباتی منه دون بقیة العوامل المسخّرة لخدمة هذا المخلوق الصغیر فی حجمه.

ومن الجلی أنّ «النظر» المأمور به فی الآیة جاء بصیغة المجاز، واُرید به التأمل والتفکیر فی بناء هذه المواد الغذائیة، وما تحویه من ترکیبات حیاتیة، وما لها من تأثیرات مهمّة وفاعلة فی وجود الإنسان، وصولاً إلى حال التأمل فی أمر خالقها جلّ وعلا.

أمّا ما احتمله البعض، من کون «النظر» فی الآیة هو النظر الظاهری (أی المعنى الحقیقی للکلمة)، وعلى أساس طبی، حیث إنّ النظر إلى الغذاء یثیر إلى الغدد الموجودة فی الفم لإفراز موادها کی تساعد عملیة هضمه فی المعدة، فیبدو هذا الاحتمال بعیداً جدّاً، لأنّ سیاق الآیة وبربطها بما قبلها وما بعدها من الآیات لا ینسجم مع هذا الاحتمال.

وبطبیعة الحال إنّ الذین یمیلون إلى هذا الاحتمال هم علماء التغذیة الذین ینظرون إلى القرآن الکریم من زاویة تخصصهم لا غیر.

وقیل أیضاً: نظر الإنسان إلى غذائه فی حال جلوسه حول مائدة الطعام، النظر إلى کیفیة حصوله... فهل کان من حلال أم من حرام؟ هل هو مشروع أم غیر مشروع؟ أیْ ینظر إلى طعامه من جانبیه الأخلاقی والتشریعی.

وقد ذُکِرَ فی بعض روایات أهل البیت(علیهم السلام)، إنّ المراد بـ «الطعام» فی الآیة هو (العلم) لأنّه غذاء الروح الإنسانیة.

ومن هذه الروایات ما روی عن الإمام الباقر(علیه السلام) فی تفسیر الآیة، إنّه قال: «علمه الذی یأخذه عمن یأخده»(2).

وقد روی عن الإمام الصادق(علیه السلام) ما یشابه معنى الروایة أعلاه(3).

وإذا کان المستفاد من ظاهر الآیة هو الطعام الذی یدخل فی عملیة بناء الجسم، فلا یمنع من تعمیمه لیشمل الغذاء الروحی أیضاً، لأنّ الإنسان فی ترکیبته مکوّن من جسم وروح، فکما أنّ الجسم یحتاج إلى الغذاء المادی فکذا الروح بحاجة إلى الغذاء المعنوی.

وفی الوقت الذی ینبغی على الإنسان أنْ یکون فیه دقیقاً متابعاً لأمر غذائه وباحثاً عن منبعه، وهو المطر المحیی الأرض بعد موتها (کما سیأتی فی الآیات التالیة)، فعلیه أیضاً أنْ یهتم فی أمر غذاءه الروحی وباحثاً فی منشئه، وهو غیث الوحی الإلهی النازل على قلب الحبیب المصطفى(صلى الله علیه وآله)، والذی خزن فی صدور المعصومین(علیهم السلام) من بعده، حیث ینبع من صفحات قلوبهم الطاهرة لیسقی الموات عسى أن تثمر ألوان الثمار الإیمانیة اللذیذة من فضائل أخلاقیة وعقائدیة.

نعم... ینبغی على الإنسان أنْ یکون دقیقاً فی متابعة مصدر ومنبع علمه لیطمئن لغذائه الروحی، ولیأمن بالنتیجة من مدلهمات الخطوب التی تؤدّی لمرض الروح أو هلاکها.

وبواسطة الدلالة الالتزامیة، یستفاد من الآیة المبارکة ضرورة النظر فی حلیّة وحرمة الغذاء، وذلک عن طریق قیاس الأولویة.

وثَمّة مَنْ یقول: إنّ المعنى هو أنّ کلاًّ من «الطعام» و«النظر» من الوسع بحیث یشمل کلّ ما ذکر أعلاه، ولکنْ.. مَنْ المخاطب فی الآیة؟

الجمیع مخاطبون، سواء کانوا مؤمنین أو کافرین، فعلى کلّ إنسان أنْ ینظر إلى طعامه ویتفکر فیما أودع فیه من أسرار وعجائب کماً وکیفیةً، وعسى الضال ـ والحال هذه ـ أن یجد ضالته فیترک طریق الضلال ویسلک طریق الحقّ، ولکی یزداد المؤمنون إیماناً.

فالأغذیة بما تحمل وتقدم تعتبر عالماً مضیئاً وآیات باهرة تنیر درب الباحثین عن الحق فی لجج الضیاع والجهالة، وتوصل الباحثین عن الأمان إلى شاطیء النجاة.

ثمّ یدخل القرآن فی شرح تفصیلی لماهیة الغذاء ومصدر تشکیله، فیقول (أنّا صببنا الماء صبّ).

«الصب»: إراقة الماء من أعلى، وجاء هنا بمعنى هطول المطر.

و«صباً»: تأکید، وللإشارة إلى غزارة الماء.

نعم.. فالماء مصدر رئیسی للحیاة، وهو على الدوام ینزل من السماء وبغزارة لیجسد لطف اللّه تعالى على خلقه.

کیف لا، وکلّ العیون والآبار والقنوات والأنهار قد استمدت أساس وجودها من الأمطار.

وعلیه... فلابدّ للإنسان حین ینظر إلى طعامه أن یربط ذلک بنظام المطر، ویدقق النظر فی عملیة تکوین الغیوم وکیفیة حدوث الأمطار.

فالماء المتبخر من سطح البحار، یتجمع فی الفضاء على شکل غیوم، وتتحرک تلک الغیوم بفعل الریاح إلى طبقات الجو الباردة، فتبدأ بعملیة التکاثف حتى تصل لدرجة الهطول، فترى ذلک البخار وقد تحول إلى قطرات ماء زلال خال من أیّ أملاح مضرة وقد تطهر عن کلّ قذارة، ولیستقر فی آخر مطافه على الأرض لیعطیها القوّة والحرکة والحیاة.

وبعد ذکر نعمة الماء وما له من أثر حیوی ومهم فی نمو النباتات، ینتقل البیان القرآنی إلى الأرض، فیقول: (ثمّ شققنا الأرض شقّ).

یذهب أکثر المفسّرین إلى أنّ الآیة تشیر إلى عملیة شقّ الأرض بواسطة النباتات التی تبدأ بالظهور على سطح الأرض بعد عملیة بذر الحبوب، والعلمیة بحدّ ذاتها مدعاة للتأمل، إذ کیف یمکن لهذا العشب الصغیر الناعم أنْ یفتت سطح التربة مع ما لها من صلابة وخشونة! بل ونرى فی المناطق الجبلیة أنّ سویقات نباتاتها قد ظهرت من بین حافات صخورها الصلدة! فأیّة قدرة هائلة قد اُودعت فیها، سبحانک یا ربّ وأنت الخلاق العلیم.

وقیل: تشیر الآیة إلى شقّ الأرض بآلات الزرّاعة من قبل الإنسان، أو تشیر إلى ما تقوم به الدیدان من حرث الأرض وتشقیقها من خلال ممارساتها لنشاطاتها الحیاتیة المختصة بها.

صحیح أنّ الإنسان هو الذی یقوم بعملیة الحرث، ولکنّ جمیع أسبابه ووسائله من اللّه عزّوجلّ، لذا فقد نسبت عملیة شقّ الأرض إلى الباری جلّ اسمه.

وثمّة تفسیر ثالث یقول: إنّ شقّ الأرض فی الآیة إشارة إلى تفتت الصخور التی کانت على سطح الأرض.

ولهذا التفسیر مرجحات عدیدة...

وتوضیح ذلک: کان سطح الکرة الأرضیة مغطى بطبقة عظیمة من الصخور، وقد تشققت تلک الطبقة الصخریة بفعل غزارة هطول الأمطار المتتالیة علیها، ممّا جعلتها على شکل ذرات منتشرة على معظم سطح الأرض، فتحولت إلى تربة صالحة للزراعة.

وحتى یومنا المعاش... نلاحظ قسماً کبیراً من الأتربة التی تحملها میاه الأنهار أو المصحوبة مع السیول، نلاحظها وقد کونت طبقات من التربة الصالحة للزراعة بعد أن تستقر على الأرض ویتبخر الماء عنها أو تمتصه الأرض.

فالآیة تمثل إحدى مفردات الإعجاز العلمی للقرآن، لأنّها تناولت موضوع الأمطار وتشقق الأرض لتضحى قابلة للزراعة، بشکل علمی دقیق، والآیة لم تتحدث عن شیء قد حدث، بل حدث ولا زال، یبدو أنّ هذا التفسیر ینسجم مع ما تطرحه الآیة التالیة

بخصوص عملیة الإنبات... مع ذلک، فلا ضیر من قبول التفاسیر الثلاثة للآیة ومن جهات مختلفة.

وبعد ذکر رکنین أساسیین فی عملیة الإنبات ـ أی الماء والتراب ـ ینتقل القرآن بالإشارة إلى ثمانیة مصادر لغذاء الإنسان أو الحیوان: (فأنبتنا فیها حبّ).

تعتبر الحبوب من الأغذیة الرئیسیة للإنسان والحیوان معاً، وتتوضح أهمیتها فیما لو عمّ الجفاف ـ على سبیل المثال ـ فمدّة عام واحد، حیث یعمّ القحط وتنتشر المجاعة فی کلّ مکان.

«حبّاً»: جاءت فی الآیة نکرة، لتعظیم شأنها، أو لتشیر إلى تنوع أصناف الحبوب، وذهب البعض إلى أنّ الحنطة والشعیر هما المرادان دون بقیة الحبوب، ولکن لیس هناک من دلیل على هذا التخصیص، وإطلاق الکلمة یدل على شمول کلّ الحبوب.

ثمّ یضیف: (وعنباً وقضب).

وقد اختارت الآیة العنب دون البقیة لما اُودع فیه من مواد غذائیة غنیة بالمقویات، حتى قیل عنه بأنّه غذاء کامل.

ومع أنّ «العنب» یطلق على الشجرة والثمرة، وبالرغم من ورود کلا الإستعمالین فی الآیات القرآنیة، لکنّ المناسب هنا الثمرة دون الشجرة.

«قضباً»: هو الخضراوت التی تحصد بین فترة اُخرى، وما اُرید منها بالذات، تلک الخضراوات التی تؤکل من غیر طبخ (تؤکل طریة)، وقد جاء ذکرها بعد العنب لأهمیتها الغذائیة، وقد أکّد هذا المعنى علم التغذیة الحدیث.

وتستعمل کلمة (القضب) بمعنى القطف والقطع أیضاً، و(القضیب): غصن الشجرة، و(سیف قاضب) بمعنى: قاطع.

وروی عن ابن عباس قوله: إن «القضب» فی هذه الآیة هو (الرطب)، ولکنّ هذا المعنى بعید جدّاً للإشارة إلى الرطب فی الآیة التالیة.

وقیل أیضاً: «القضب» الوارد فی الآیة، بمعنى ثمار النباتات الزاحفة (کالخیار والبطیخ وما شابهه)، أو النباتات الأرضیة (کالبصل والجزر... الخ).

ولا یبعد من إرادة کلّ الخضروات التی تؤکل طریة والنباتات الزاحفة وکذا الأرضیة فی معنى «القضب» المشار إلیه فی الآیة.

ثمّ یضیف (وزیتوناً ونخل) ومن الواضح أنّ ذکر هاتین الفاکهتین لما لهما من الأهمیة

الغذائیة للإنسان، حیث یعتبر الزیتون والتمر من أهم الأغذیة المقویة والصحیة والمفیدة للإنسان.

وتأتی المرحلة التالیة: (وحدائق غلب).

«الحدائق»: جمع (حدیقة)، وهی الأرض المزروعة والمحاطة بسور یحفظها، وهی فی الأصل بمعنى: قطعة الأرض التی تحتوی على الماء، وسمیّت حدیقة تشبیهاً بحدقة العین من حیث الهیئة وحصول الماء فیها.

ویحتمل إشارة الآیة إلى أنواع الفواکه، باعتبار أنّ الحدائق غالباً ما تزرع بأشجار الفاکهة.

«غلب»: على وزن (قفل)، جمع (أغلب) و(غلباء)، بمعنى غلیظ الرقبة، فلآیة إذَنْ ترمز إلى الأشجار الشاهقة المتینة.

ثمّ یضیف: (وفاکهة وأبّ).

«الأبّ»: (بتشدید الباء): هو المرعى المُهیأ للرعی والحصد، وهو فی الأصل بمعنى «التهیؤ»، اُطلق على المرعى لما فیه من أعشاب یکون بها مهیئاً لاستفادة الحیوانات منه.

وذکر جمع من المفسّرین ـ من کلا الفریقین ـ فی ذیل الآیة: إنّ عمر بن الخطاب قرأ یوماً على المنبر: (فأنبتنا فیها حبّاً * وعنباً وقضب) إلى قوله تعالى: (وأبّ)... قال: کلّ هذا قد عرفناه، فما الأبّ! ثمّ رمى عصاً کانت فی یده، فقال: هذا لعمر اللّه هو التکلف، فما علیک أنْ لا تدری ما الأبّ!! إتّبعوا ما تبیّن لکم هداه من الکتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فکِلوه إلى ربّه!(4).

وأغرب من ذلک، ما ورد فی (الدر المنثور) عن أبی بکر حینما سئل عن ذلک، أنّه قال: (أیُّ سماء تظلنی وأیُّ أرض تقلنی إذا قلت فی کتاب اللّه ما لا أعلم)!

وقد اتّخذ کثیر من علماء السنّة من الحدیثین المذکورین على أنّه: لا ینبغی لأحد التکلم فیما لا یعلم، وعلى الأخص فی کتاب اللّه.

ولکنْ، یبقى فی الذهن إشکال... إذْ کیف یکون خلیفة المسلمین جاهلاً بمعنى کلمة وردت فی القرآن الکریم، مع کونها لیست من معضلات اللغة؟!! وهذا ما یوصلنا إلى ضرورة وجود قائد الإلهی فی کلّ عصر، یکون عارفاً بجمیع المسائل الشرعیة، ومنزّهاً عن الخطأ (معصوماً).

ولذلک، روی عن أمیر المؤمنین(علیه السلام)، إنّه حینما سمع بما قاله الخلیفة.. قال: «سبحان اللّه أمَا عَلِمَ أنّ الأبّ هو الکلأ والمرعى، وأنّ قوله تعالى: (وفاکهة وأبّ) اعتداد من اللّه بإنعامه على خلقه، فیما غذّاهم به، وخلقه لهم ولأنعامهم، ممّا تحیى به أنفسهم وتقوم به أجسادهم»(5).

ویواجهنا سؤال: إذا کانت الآیات السابقة ذکرت بعض أنواع الفاکهة، والآیة المبحوثة تناولت الفاکهة بشکل عام، هذا بالإضافة إلى ذکر الـ «حدائق» فی الآیة السابقة والتی قیل أنّ ظاهرها یشیر إلى الفاکهة... فَلِمَ هذا التکرار؟

الجواب: إنّ تخصیص ذکر العنب والزیتون والتمر (بقرینة ذکر النخل)، إنّما جاء ذکرها لأهمیتها الممیزة على بقیة الفاکهة(6).

أمّا لماذا ذکرت الحدائق بشکل منفصل عن الفاکهة؟ فیمکن حمله على ما للحدائق من منافع خاصّة بها، ولا تشترک الفاکهة فیها، کجمالیة منظرها وعذوبة نسیمها وما شابه ذلک، بالإضافة إلى استعمال أوراق الأشجار وجذورها وقشور جذوعها کمواد غذائیة (کالشای والزنجبیل وأمثالها)، أمّا بالنسبة للحیوانات، فأوراق الأشجار المختلفة من أفضل أغذیتها عموماً... فالآیات إذَنْ کانت فی صدد الحدیث عن غذاء الإنسان والحیوان.

ولذلک... جاءت الآیة التالیة لتوضیح هذا المعنى: (متاعاً لکم ولأنعامکم).

«والمتاع»: هو کلّ ما یستفید منه الإنسان ویتمتع به.


1. یمکن اعتبار جملة (فلینطر) جزاء شرط مقدّر، والتقدیر: (إنّ کان الإنسان فی شک من ربّه ومن البعث فلینظر إلى طعامه).
2. تفسیر البرهان، ج 4، ص 429; وبحارالانوار، ج 2، ص 96.
3. المصدر السابق.
4. تفسیر روح المعانی، وتفسیر القرطبی، وتفسیر فی ظلال القرآن، وتفسیر الدر المنثور، وتفسیر المیزان، ذیل الآیة مورد البحث.
5. إرشاد المفید، ص 107، نقلاً عن تفسیر المیزان، ج 20، ص 319.
6. بحثنا مفصّلاً موضوع الأهمیة الغذائیة للزیتون والعنب والتمر فی هذا التفسیر ضمن تفسیر الآیة 11 من سورة النحل ـ فراجع.
الغذاء النافعسورة عبس / الآیة 24 ـ 32
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma