4 ـ التمسّک ببعض القرائن

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
جمرات بین الماضى والحاضر
5 ـ إذا کان المراد من الجمرة هو الأرض فهی الأرض أسفل العمود3 ـ التمسّک بروایات جمرة العقبة

وقد کتب أحد العلماء الأفاضل فی رسالته إلینا یقول : «لقد قرأت ما کتبه سماحتکم حول موضوع رمی الجمرات، فجزاک الله عن الإسلام والفقهاء خیر الجزاء، ولکن هناک عدّة اُمور مبهمة بالنسبة لی :

ألف : ورد فی بعض الرّوایات عن «جمرة العقبى» التعبیر بـ «العظمى» ومثل هذا التعبیر یمکن أن یکون بسبب ضخامة حجم العمود الموجود فی ذلک المحل.

الجواب : إنّ الجمرة سوى کانت بمعنى العمود أو محل اجتماع الحصى (کما هو الحقّ) یصدق علیه الکبیر والصغیر، لانّه کلّما کانت قطعة الأرض المخصصة لرمی الجمار أکبر فإنّه یصدق علیها کلمة (عظمى) وفیما لو کانت أصغر فیصدق علیها (صغرى).

وعلى هذا الأساس فالتعبیر بـ (العظمى) الوارد فی بعض الرّوایات لا یؤثر فی تغییر المسألة محل البحث، فالأرض قد تکون کبیرة وصغیرة، والبیت کبیراً وصغیراً، والجادة قد تکون کبرى وصغرى، ومثل هذه التعبیرات موجودة بکثرة فی العرف.

وعندما نلاحظ موارد استعمال کلمة (عظیم) فی القرآن الکریم فسوف نرى أنّ هذه المفردة تطلق على کلّ ما من شأنه أن یکون کبیراً فی نوعه أو عظیماً وواسعاً.

ب : ورد فی بعض الروایات: «ثمّ ائت جمرة القصوى التی عند العقبة فارمها من قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها»(1).

وهذا التعبیر یمکن أن یکون اشارة إلى العمود الذی ورد النهی عن رمیه من أعلاه.

الجواب : وهذا التفسیر للروایة غیر صحیح أیضاً، لأنه لو کان المقصود بیان هذه الحقیقة، وهی أنّه لا ینبغی الرمی من الأعلى بل یجب الرمی على الجمرة من الجهة المقابلة للشخص فإنّ کلمة (من) لا یکون استعمالها صحیحاً هنا بل یجب القول (فارم وجهها ولا ترم أعلاها) لأنّ (رمى) فعل متعدی ویتعدى بدون (من) فیقال (رمیت الجمرة) ولا یقال أبداً (رمیت من الجمرة).

والنتیجة هی أنّ کلمة (من) تشیر إلى المحل الذی یقف عنده الشخص لرمی الجمرة، وکما تقدّم أنّ الجمرة تقع فی وسط منحدر، وقد ورد الأمر بالرمی من الجهة السفلى لا من جهتها العلیا، أی لا ینبغی الاستدارة على الجمرة والذهاب إلى أعلى المحل، لأنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) کان یرمی الجمرة من الأسفل.

ج : هناک تغییرات حدثت فی شعائر الحجّ وکانت مورد اهتمام جمیع المؤرّخین الإسلامیین لحساسیة الموضوع بالنسبة إلى جمیع المسلمین، ولذلک فمن البعید عدم وجود عمود فی السابق فی ذلک المحل وقد بنی فی العصور اللاحقة ولم یذکر ذلک فی کتب المؤرّخین.

الجواب : لقد ثبت من خلال قرائن عدیدة أنّ الأعمدة لم تنصب هناک بحیث تکون بمثابة تغییر فی مناسک الحجّ وشعائره بل هی بمثابة العلامة فقط، وقد رأینا فی سفراتنا السابقة للحجّ أنّهم کانوا یضعون مصباحاً فی ذلک المکان کعلامة لمن یرید الرمی فی اللیل.

وفی هذا الوقت أیضاً هناک علائم ولوحات متعددة لتعیین حدود عرفات، منى، المشعر، وهذه العلامات لا تثیر أیة حساسیة لدى الأشخاص لأنّها لیست سوى علائم لتلک المناطق.

د : إنّ رمی الأحجار بصورة (خذف)(2) یعتبر من جملة المستحبات التی یفتی بها أکثر الفقهاء المحترمین، والرمی بهذه الصورة یتناسب مع وجود المکان المرتفع لا المکان المساوی مع الأرض.

الجواب : إنّ هذا الحکم المستحب لیس فقط لا دلالة له على وجود العمود من حیث کونه یجتمع مع حالة وجود العمود ومع کون الجمرة بمعنى مجتمع الحصى أیضاً، بل إنّ رمی الأحجار بهذه الصورة ینسجم مع عدم وجود العمود أکثر، لأنّ اصابة العمود بهذه الصورة ومن مسافة 10 أو 15 ذراع کما ورد فی الروایة یکون عسیراً فی أغلب الأحوال أو غیر ممکن، ولکن الرمی بهذه الصورة باتجاه الحوض ومحل اجتماع الحصى یکون ممکناً فی الغالب.

والخلاصة فإنّ هذا الدلیل المذکور إن لم یدل على خلاف مطلوب المستشکل فإنّه لا یدلّ على مقصوده أیضاً.


1. الوسائل ، ج 10، من أبواب «رمی جمرة العقبة»، الباب 3 ، ح 1.
2. الخذف على وزن (حذف) والمشهور عند العلماء هو أن یضع الحصى بین الابهام وظفر السبابة ویرمی الحصى.
5 ـ إذا کان المراد من الجمرة هو الأرض فهی الأرض أسفل العمود3 ـ التمسّک بروایات جمرة العقبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma