8. شهادة التاریخ

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الشیعة شبهات و ردود
9. إقامة الحدّ على بعض الصحابة فی عصر النبی(صلى الله علیه وآله) أو بعده !!7. أصناف أصحاب النبی(صلى الله علیه وآله)

یواجه المعتقدون وأنصار فکرة قداسة جمیع الصحابة مشاکل کثیرة بسبب هذا الاعتقاد، ومن جملتها المشاکل التاریخیة العظیمة، لأننا لا نستطیع أن نعتبر جمیع الصحابة الذین حدثت بینهم معارک شدیدة ـ کما نراه فی الکتب التاریخیة المعروفة والمعتمدة عندهم وحتى أحادیث کتب الصحاح ـ عدولاً وصالحین ومقدّسین; لأنّه یکون من قبیل الجمع بین الأضداد، واستحالته من البدیهیات العقلیة.

وإذا تجاوزنا حربی «الجمل» و«صفین» الذین خطط لهما کل من طلحة والزبیر ومعاویة فی مقابل إمام المسلمین علی(علیه السلام)، ولم نغض النظر عن الحقائق التی لا محیص من الاعتراف بخطأ وجنایة مشعلی هذه الحروب، فهناک شواهد کثیرة لدینا فی التاریخ نقتصر على ذکر ثلاثة منها:

1. یذکر البخاری المحدث المعروف فی صحیحه فی کتاب التفسیر: «قام رسول الله صلى الله علیه وسلم من یومه فاستعذر من عبد الله بن أبی وهو على المنبر فقال: یا معشر المسلمین من یعذرنی من رجل ]یقصد عبدالله بن سلّول أحد قادة المنافقین[ قد بلغنی عنه أذاه فی أهلی والله ما علمت عن أهلی إلاّ خیراً ... فقام سعد بن معاذ ]صحابی معروف[ أخو بنی عبد الأشهل فقال: أنا یا رسول الله أعذرک، فإن کان من الأوس ضربت عنقه وإن کان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرک ... سعد بن عبادة وهو سید الخزرج، قالت: ]أی عائشة [وکان قبل ذلک رجلاً صالحاً ولکن احتملته الحمیة، فقال لسعد: کذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله، ولو کان من رهطک ما أحببت أن یقتل، فقام أسید بن حضیر وهو ابن عم سعد فقال لسعد بن عبادة: کذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنّک منافق تجادل عن المنافقین، قالت: فثار الحیان الأوس والخزرج حتى هموا أن یقتتلوا ورسول الله صلى الله علیه وسلم قائم على المنبر، قالت: فلم یزل رسول الله صلى الله علیه وسلم یخفضهم حتى سکتوا»(1)، فهل کان کل هؤلاء الصحابة صالحین؟

2. یقول العالم المعروف البلاذری فی «الأنساب»: «قام عثمان بعزل سعد بن أبی وقاص والی الکوفة ونصب مکانه الولید بن عقبة، وطلب الولید من عبد الله بن مسعود مفاتیح بیت المال، فألقى ابن مسعود المفاتیح إلیه وقال له: من غیّرَ غیّرَ الله ما به، ومَن بدّلَ أسخط الله علیه، وما أرى صاحبکم إلاّ وقد غیّر وبدّل، أیُعزَلُ مثل سعد بن أبی وقاص ویولى الولید،.. فکتب الولید إلى عثمان بذلک وقال: إنّه یعیبک ویطعن علیک، فکتب إلیه عثمان یأمره بإشخاصه... وقدِم ابن مسعود المدینة وعثمان یخطب على منبر رسول الله(صلى الله علیه وآله) فلمّا رآه قال: ألاّ أنّه قَدِمت علیکم دُوَیْبة سوء، من تمشِ على طعامه یقی ویسْلَحْ، فقال ابن مسعود: لستُ کذلک، ولکنی صاحب رسول الله(صلى الله علیه وآله) یوم بدر ویوم بیعة الرضوان، ونادت عائشة: أی عثمان أتقول هذا لصاحب رسول(صلى الله علیه وآله)؟، ثم أمر عثمان به فأخرج من المسجد إخراجاً عنیفاً... ویقال: احتمله یحموم غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الأرض فدُقَّ ضلعه»(2).

3. ینقل البلاذری فی نفس کتاب «أنساب الأشراف»:«کان فی بیت المال بالمدینة سَفَط فیه حلی وجوهر فأخذ منه عثمان ما حلّى به بعض أهله، فأظهر الناس الطعن علیه فی ذلک، وکلَّموه فیه بکلام شدید حتى أغضبوه، فخطب فقال: لنأخذنّ حاجتنا من هذا الفیء، وإن رَغِمَت اُنوف أقوام. 

فقال له علی(علیه السلام): إذاً تُمنع من ذلک ویحال بینک وبینه.

وقال عمّار بن یاسر: اُشهد الله أنّ أنفی أول راغم من ذلک.

فقال عثمان: أعلیّ یاابن المتکاء تجترئ؟ خُذوه! فاُخذ ودخل عثمان فدعا به فضربه حتى غشی علیه، ثم اُخرج فحُمل حتى اُتی به منزل أم سَلَمة زوج رسول الله(صلى الله علیه وآله)، فلم یصلّ الظهر والعصر والمغرب، فلما أفاق توضأ وصلّى وقال: الحمد لله لیس هذا أول یوم أوذینا فیه فی الله»(3)، یشیر بذلک إلى ما تعرض له من المشرکین فی بدایة الدعوة.

ونحن لا نرغب بنقل مثل هذه الحوادث المؤلمة فی التاریخ الإسلامی، ویمکن أن یکون ذکر هذا القدر من الأحداث لیس مناسباً لولا إصرار الأخوة على تقدیس جمیع الصحابة وجمیع أعمالهم.

والآن هل یمکن توجیه تلک الشتائم والأذى والألم الجسدی الذی تعرض له ثلاثة أشخاص من خیرة الصحابة وأطهرهم وهم: (سعد بن معاذ وعبد الله بن مسعود وعمّار بن یاسر)؟ حیث ضُرب أحدهم حتى تهشّمت أضلاعه، وضُرب الآخر حتى غاب عنه الوعی وفاتتهُ صلاته.

أفهل هذه الشواهد التاریخیة ـ وهی لیست قلیلة ـ تسمح لنا أن نغلق أعیننا أمام هذه الحقائق؟ ونقول: إنّ جمیع الصحابة صالحون وأعمالهم کلها صحیحة، ونؤسس جیشاً باسم «جیش الصحابة» وندافع عن جمیع أعمالهم بدون قید أو شرط؟

أفهل هناک عاقل یقبل بهذه الأفکار؟

وهنا نکرر هذا القول لمرات عدیدة وهو: إنّ هناک شخصیات عدیدة بین صحابة الرسول(صلى الله علیه وآله) تتصف بالإیمان والصلاح والزهد، ولکن هناک أیضاً شخصیات لابدّ أن تخضع أعمالهم للنقد والتحقیق، وتقوّم بمیزان العقل، ویکون الحکم على ضوء ذلک.


1. صحیح البخاری، ج 5، ص 57 و 58 . 
2. انظر أنساب الأشراف، ج 6، ص 147; وتاریخ ابن کثیر، ج 7، ص 136 و 183، حوادث سنة 32، (مع اختصار).
3. أنساب الأشراف، ج 6، ص 161 و 162.
9. إقامة الحدّ على بعض الصحابة فی عصر النبی(صلى الله علیه وآله) أو بعده !!7. أصناف أصحاب النبی(صلى الله علیه وآله)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma