زواج المسیار

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الشیعة شبهات و ردود
ما هو الزواج المؤقت؟الضرورات والاحتیاجات

الملفت للنظر أنّ أکثر المنکرین للزواج المؤقت من أهل السنّة، اضطرّوا تدریجیاً وبسبب وقوع بعض الضغوطات على الشبّان وغیرهم من الأشخاص المحرومین، إلى القبول بنوع یشبه الزواج المؤقت یسمى «زواج المسیار» ومع أنّهم لم یطلقوا علیه الزواج المؤقت، إلاّ أنّه لا یوجد أی اختلاف معه، وبالتالی فهو یجیز للشخص المضطر، الزواج من امرأة بشکل دائم حتى وإن نوى الطلاق بعد فترة قصیرة، واشترط سقوط النفقة وحق المبیت والإرث، وهو فی الواقع یشبه الزواج المؤقت بشکل کبیر، باستثناء الانفصال، فإنّه هنا یتحقق بالطلاق، وفی الزواج المؤقت یتحقق إمّا بهبة المدّة المتبقیة أو انتهاء المدّة المقررة، ولکلا النوعین من الزواج زمان محدد قد أخذ بعین الاعتبار منذ البدایة.

والجمیل فی الأمر أنّ بعض الشبّان من أهل السنّة قاموا أخیراً وبسبب المشاکل والضغوط التی تواجههم فی طریق الزواج الدائم بالاتصال بنا من خلال الشبکة العنکبوتیة (الانترنیت) ووجهوا لنا هذا السؤال: هل هناک مانع فی مسألة الزواج المؤقت من الأخذ بفتوى الشیعة؟

وقلنا: إنّه لا مانع أبداً.

فهؤلاء الذین ینکرون الزواج المؤقت، یقبلون بزواج المسیار، فهم وإن لم یقبلوا بعنوانه، ولکنهم فی الواقع قد قبلوا به.

نعم الضرورات التی تواجه الإنسان قد تجبره على قبول الأمور الواقعیة، حتى وإن اختلفت العناوین.

وبناءً على هذه النتیجة ومع إصرارهم ومخالفتهم للزواج المؤقت فهم یقومون ـ من حیث یعلمون أو لا یعلمون ـ بتمهید الطریق للفحشاء، إلا إذا اقترحوا نوعاً آخر مشابهاً کما هو الحال فی زواج المسیار، ولأجل هذا جاءت روایات أهل البیت(علیهم السلام) «لولا مخالفتهم للزواج المؤقت الإسلامی لما ابتلیَ أحد بالزنا»(1).

ومع هذا قاموا بتشویه موضوع الزواج المؤقت الذی شرّع للضرورات وتلبیة حاجة المحرومین، وأظهروه بصورة قبیحة، وبهذا مهدوا لانتشار الفساد بالزنا فی المجتمع الإسلامی، فهم فی الواقع شرکاء المذنبین فی ارتکاب المعصیة; لأنّهم منعوا الناس من الاستفادة الصحیحة من الزواج المؤقت.

وعلى کل حال فالإسلام وضع قانوناً یتطابق مع فطرة البشر، لیلبّی جمیع الحاجات الواقعیة له، ولا یمکن أن لا تدرج مسألة الزواج المؤقت فی أحکامه، وسیتضح فیما بعد أنّ الزواج المؤقت جاء فی القرآن الکریم والأخبار النبویة، وعمل به مجموعة من الأصحاب، إلاّ أنّ مجموعة أخرى تدّعی أنّ هذا الحکم الإسلامی قد نسخ، وسنرى أنّهم لا یملکون أی دلیل مقنع على هذا النسخ.


1. یقول الإمام الصادق(علیه السلام): «لولا ما نهى عنه عمر ما زنى إلاّ شقی»، وسائل الشیعة، ج14، ص 440، ح 24. وجاء هذا الحدیث کثیراً فی کتب أهل السنّة وهو قال الإمام علی(علیه السلام): «لولا أنّ عمر نهى عن المتعة ما زنى إلاّ شقی»، تفسیر الطبرى، ج 5، ص 119; وتفسیر الدر المنثور، ج2، ص 140; وتفسیر القرطبی، ج 5، ص 130 .
ما هو الزواج المؤقت؟الضرورات والاحتیاجات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma