ملاحظات مهمّة للتذکیر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الشیعة شبهات و ردود
1. المغالون والمفرطونالتوسل فی الروایات الإسلامیّة

لقد تذرع الوهابیون المتعصبون لإثبات مقاصدهم وأهدافهم بأمور کثیرة فی تکفیر المسلمین وتفسیقهم; وذلک لتوسلهم بالصالحین، مقابل الآیات والروایات المذکورة سابقاً التی تثبت جواز التوسل بأشکاله المختلفة، هذه الذرائع التی تشبه ذرائع الأطفال عند اختلافهم!

فتارة یقولون: إنّ الممنوع هو التوسل بذوات العظماء والصالحین، وأمّا التوسل بمعنى الدعاء وشفاعة هؤلاء فهو جائز.

وتارة یقولون: إنّ التوسل الجائز هو الذی یتحقق فی حیاتهم، وأمّا بعد وفاتهم فغیر جائز; لأنّ العلاقة بهم تنقطع بمجرّد انتقالهم من الدنیا، لأنّ القرآن المجید یقول: (إِنَّکَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى)(1)، ولکن هذه الإشکالات المتقطعة تبعث على الخجل فی الواقع، وذلک:

أولاً: إنّ الآیات القرآنیّة المرتبطة بجمیع أنواع التوسل عامة، وبحکم العموم أو الإطلاق فیها فالتوسل جائز، ولا یوجد أی تعارض مع «التوحید فی العبادة» و«التوحید الأفعالی»، فالقرآن المجید یقول: (وَابْتَغُواْ إِلَیهِ الْوَسِیلَةَ)(2)، وقلنا: إنّ الوسیلة هی ما یتقرب به إلى الله، نعم أی أمر یمکن أن یقربکم إلى الله مثل: دعاء النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، مقام النبی(صلى الله علیه وآله)، شخص النبی(صلى الله علیه وآله); وذلک بسبب طاعته وعبودیته وعبادته لله سبحانه وتعالى، وصفاته المقربة لله سبحانه وتعالى. فیطلب التقرب إلى الله بهذه الأمور، ولا یوجد دلیل على حصر الوسیلة بعمل الإنسان الصالح فقط، کما هو الحال فی کلمات الوهابیین.

وما ذکرناه لا یتعارض مع التوحید فی العبادة; لأنّ المعبود هو الله سبحانه وتعالى ولیس النبی(صلى الله علیه وآله)، ولا یتعارض مع التوحید الأفعالی; لأنّ منشأ الخیر والشر لا یمکن أن یکون إلاّ من الله، وکل ما یملکه الإنسان فهو من الله ومن خلاله سبحانه وتعالى.

فماذا ننتظر بعد هذا العموم الموجود فی الآیات؟ وإلاّ سیکون حالنا حال من یبحث عن ذریعة عندما یقول القرآن المجید: (فَاقْرَأُوا مَا تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ)(3)، فنقول: هل تجوز قراءة القرآن وقوفاً أم لا؟ اضطجاعاً أم لا؟

فعموم الآیة یقول: إنّ جمیع أنواع التلاوة جائزة، فی الحضر والسفر، مع الوضوء أو بدونه، إلاّ إذا قام دلیل آخر على خلاف ذلک.

إنّ العمومات والإطلاقات الموجودة فی القرآن فعلیة ما لم تُعارض، وآیات التوسل عامة أیضاً، وعموم الآیات القرآنیّة فعلیة، فإذا لم نجد معارضاً لها، یمکن العمل على وفقها، ولیس صحیحاً أن نبحث عن الذرائع للجدال.

ثانیاً: الروایات الواردة فی بحث التوسل ـ والتی ذکرنا قسماً منها سابقاً ـ متنوعة، وکل هذه الأنواع جائزة وهی:

ـ التوسل بشخص النبی(صلى الله علیه وآله)، مثل ما جاء فی قصة الرجل الضریر.

ـ التوسل بقبر النبی(صلى الله علیه وآله) کما جاء فی بعض الروایات.

ـ التوسل بدعاء النبی(صلى الله علیه وآله).

ـ التوسل بشفاعة النبی(صلى الله علیه وآله).

وغیرها مما جاء فی روایات أخرى، ومع هذا التنوع فی الروایات والأشکال المختلفة للتوسل لا یبقى مجال للمجادلین وأصحاب الذرائع.

ثالثاً: ماذا یعنی التوسل بشخص النبی(صلى الله علیه وآله)؟ لماذا یصبح النبی(صلى الله علیه وآله)محترماً عندنا؟ ولماذا نجعله شفیعاً لنا عند الله؟ لأنّ النبی(صلى الله علیه وآله) یتمیز بالطاعة والعبودیة العمیقة والخالصة.

إذن توسلنا بالنبی(صلى الله علیه وآله) توسل بطاعاته وعباداته وأفعاله.

وهذا هو نفس التوسل الذی یجیزه الوهابیون المتعصبون وهو التوسل بالطاعات، فالنزاع إذن لفظی.

والعجیب أنّ بعضهم ینکر الحیاة البرزخیة للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، ویعتقدون أنّ وفاته هی فی حدّ موت الکفّار، مع أنّ القرآن ذکر أنّ للشهداء حیاة خالدة: (بَلْ أَحْیَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ)(4)، فهل مقام نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) أقل من مقام الشهداء؟ مع کل هذا السلام الذی نرسله له فی الصلاة، فإذا لم ندرک أنّ التوسل بعد وفاته هو توسل بالخالدین فکل هذا السلام لا معنى له والملتجى إلى الله من هذا التعصب الأعمى والأصم الذی یؤدی بالإنسان إلى المجهول. ومن حسن الحظ أنّ بعضهم یعتقد بوجود حیاة برزخیة، وعلیه فلابدّ من سحب إشکالاتهم.


1. سورة النمل، الآیة 80 . 
2. سورة المائدة، الآیة 35 .
3. سورة المزمل، الآیة 20 .
4. سورة آل عمران، الآیة 169 .
1. المغالون والمفرطونالتوسل فی الروایات الإسلامیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma