الإشکال الثالث : الخاتم الثمین

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
آیـات الولایـة فی القرآن
الإشکال الرابع : إنّ هذا العمل لا ینسجم مع حضور القلبالإشکال الثانی : إعطاء الخاتم فعل کثیر مبطل للصلاة

 طبقاً لبعض الروایات أن ذلک الخاتم کان ثمیناً جداً حتّى أنه ورد أن ثمنه یعادل خراج منطقة بکاملها مثل الشام، ألا یعتبر تملک مثل هذا الخاتم الثمین من قبل علیّ بن أبی طالب من الإسراف المحرّم ؟

 أمّا جواب هذه الشبهة فواضح لأنه :

 أوّلاً : لم یرد هذا المطلب فی أیّة روایة معتبرة بل الظاهر أن الخاتم المذکور لم یکن سوى خاتماً عادیاً لأنه لم یتم للمسلمین فی ذلک الزمان فتح ایران والشام وأمثال ذلک ولم تصل مثل هذه الثروات الکبیرة إلى أیدی المسلمین بل الفتوحات المذکورة حدثت بعد رحلة الرسول وفی عصر الخلفاء، مضافاً إلى أن الإمام علی (علیه السلام) الذی کان طعامه فی أیّام حکومته وخلافته بسیطاً إلى درجة أنه لا یأکل سوى من اِدام واحد والغالب انه کان یکتفی بقرص الشعیر ویلبس الثیاب البسیطة من الکرباس واللیف فکیف یعقل أن یمتلک مثل هذا الخاتم الثمین ؟ !

 وعلى هذا الأساس فلا شکّ فی ضعف الروایة التی لا تنسجم مع روایات الباب ولا مع سیرة الإمام علی (علیه السلام) ولا تتناغم مع أجواء تاریخ النزول، ولذلک فانها قد وضعت تحت ظروف خاصّة.

 ثانیاً : کیف یعقل أن یمتلک الإمام علی مثل هذا الخاتم الثمین بحیث یدخل فی باب الإسراف المحرم ثمّ یتصدّق به فی سبیل الله وینال الثناء الإلهی ؟ وعلیه فإنّ المستفاد مما ورد من المدح والثناء فی هذه الآیة الشریفة على هذا العمل کذب هذه الروایة وزیفها وأنها وضعت لتحقیق أغراض معیّنة.

 بما أن الإمام علی (علیه السلام) کان عندما یصلّی خاصّة یتوجه إلى الله تعالى بکلّ قلبه ویغرق فی صفات جلاله وجماله ولا یکون له التفاتٌ إلى غیره أبداً بحیث إنهم کانوا یخرجون السهام من بدنه الشریف فی حال الصلاة(1) ولم یکن یتسنى لهم ذلک فی الحالات العادیة لصعوبته وشدّة ألمه، فمثل هذا الإنسان العارف والمتعلق بالله تعالى إلى هذه الدرجة کیف یلتفت أثناء الصلاة إلى کلام السائل ویتصدّق علیه فی حال الرکوع بالخاتم ؟ والخلاصة أن هذه المسألة تتنافى مع حضور القلب فی الصلاة لأمیرالمؤمنین (علیه السلام).

 الجواب : أوّلاً : إن السائل بعد أن تملکه الیأس من الحصول على مساعدة الأصحاب توجه إلى الله تعالى بالشکایة وشرع بالقول «اللّهُمَّ أشهد....» وعلیه فإنّ هذا الکلام وذکر اسم الله ألفت نظر الإمام علیّ إلى وجود السائل، وهذا لا یتقاطع مع حضور قلبه واستغراقه فی عالم العبودیة فی الصلاة.

 مضافاً إلى ذلک ألا یعقل أن یسمع المأموم فی صلاة الجماعة صوت المکبّر أو صوت الإمام لیتابعه فی أعمال الصلاة ؟ إذا لم یکن یسمع ذلک فکیف یمکنه الاقتداء به فی الصلاة ؟ وإذا کان یسمع فهل یعنی هذا أن حضور القلب غیر ممکن فی کلّ صلاة جماعة ؟

 ثانیاً : هل أن سماع صوت السائل الذی ورد التعبیر عنه فی الروایة الشریفة بأنه رسول من الله فیه إشکال ؟ إن سماع صوت الرسول الإلهی کیف یتقاطع مع حضور القلب فی الصلاة ؟(2)

 ثالثاً : ألا یکون سماع صوت المظلوم وحل مشکلته حتّى فی أثناء الصلاة من العبادة ؟(3)فلو کان هذا العمل عبادة فالإمام علیّ (علیه السلام) قد یستغرق فی هذه العبادة ویأتی بها من دون أن یکون هناک إشکال فی البین بل هی عبادة ضمن عبادة.

 أمّا ما یمکن أن یکون محل إشکال هو التوجّه إلى النفس والذات الفردیة أثناء العبادة والصلاة، وأمّا التوجّه إلى المظلوم وقضاء حاجته الذی یعد فی نفسه عبادة فلا إشکال فیه.

 والنتیجة هی أن هذا الإشکال مردود أیضاً، وفی الحقیقة أن هدف المغرضین من طرح هذا الإشکال والإشکالات الاُخرى هو تهمیش هذا العمل وتضعیف دلالة الآیة الشریفة على ولایة أمیرالمؤمنین (علیه السلام).


1 . ذکرنا تفاصیل هذه الحادثة مع وثائقها المعتبرة فی کتاب «110 قصة من سیرة الإمام علی (علیه السلام)).
2 . ورد فی الحدیث عن أمیرالمؤمنین (علیه السلام) : «إن المسکین رسول الله إلیکم فمن منعه فقد منع الله، ومن أعطاه فقد أعطى الله» (وسائل الشیعة : ج 6، أبواب الصدقة، باب 22، ح 11).
3 . هناک روایات کثیرة فی فضیلة الصدقة وآثارها، منها ما ورد عن الإمام الباقر (علیه السلام) قال : «لأن أحج حجّة أحبّ إلیّ من أن أعتق رقبة ورقبة حتّى انتهى إلى عشر ومثلها حتّى انتهى إلى سبعین، ولإن أعول أهل بیت من المسلمین اشبع جوعتهم وأکسو عورتهم وأکفّ وجوههم عن الناس أحبّ إلیّ من أن أحجّ حجّة وحجّة حتّى انتهى إلى عشر ومثلها حتّى انتهى إلى سبعین. (وسائل الشیعة : ج 6، أبواب الصدقة، الباب 2، ح 3).

 

الإشکال الرابع : إنّ هذا العمل لا ینسجم مع حضور القلبالإشکال الثانی : إعطاء الخاتم فعل کثیر مبطل للصلاة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma