الجواب على الأسئلة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
آیـات الولایـة فی القرآن
آیة المودة 2 من هم أهل البیت ؟

 قد تثار بعض الأسئلة وعلامات الإستفهام حول آیة التطهیر، حیث نستعرض هنا نماذج من هذه الأسئلة ونجیب علیها :

 السؤال الأوّل : إنّ أکثر ما تدلُّ علیه آیة التطهیر هو عصمة أهل البیت، أی الإمام علی، وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام) وعلى رأسهم النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)، ولکن الآیة محل البحث لا ترتبط بمسألة الإمامة والولایة.

 وبعبارة اُخرى : إننا نبحث هنا عن الآیات الشریفة التی تدلُّ على ولایة وإمامة أمیرالمؤمنین (علیه السلام)، والآیة المذکورة لا تدلُّ على هذا الأمر بل غایة ما تدلُّ علیه هو عصمة أهل البیت، فلماذا نستدلّ بهذه الآیة الشریفة على الإمامة ؟

 الجواب : لو ثبت مقام العصمة لأهل البیت (علیهم السلام) فإنّ الإمامة سوف تثبت لهم أیضاً، لأنه کما تقدّم أن الطاعة للإمام هی مطلقة وغیر مقیّدة بقید أو شرط، ولا یمکن تحقق هذا المعنى من الطاعة إلاّ لمن کان یتحلّى بمقام العصمة، أی أن الإمام یجب أن یکون معصوماً، ومن جهة اُخرى فلو تقرر أن یکون الإمام منتخباً من الناس أو منصوباً من قبل غیره فإنّه مع وجود المعصوم لا ینبغی التمسّک بإطاعة غیر المعصوم.

 یقول تبارک وتعالى فی الآیة 124 من سورة البقرة فی حدیثه عن النبی إبراهیم (علیه السلام)عندما نصبه الله تعالى إماماً للناس بعد أن نجح فی الإبتلاءات والإمتحانات الصعبة وبعد أن کان یتحلّى بمقام النبوّة وکان من اُولی العزم وخلیلاً للرحمن، فإنّ إبراهیم بعد أن نال مقام الإمامة طلب من الله تعالى استمرار الإمامة فی ذرّیته (ومن ذرّیتی ) فأجابه الله تعالى :

 (لایَنالُ عَهْدی الظَّالِمین ).

 ومن هنا نعلم أن العصمة جزءٌ لا یتجزأ من الإمامة، والأشخاص الذین تلوثوا بالظلم لا یصلحون لهذا المقام الشریف حتّى لو کانوا قد انحرفوا وتلوثوا بالمعصیة فی أزمنة سابقة.

 السؤال الثانی : سلمنا أن الإمام یجب أن یکون معصوماً، ولکن هل یعنی هذا أن کلّ معصوم إمام ؟ ألم تکن فاطمة الزهراء (علیها السلام) معصومة، إذن فلماذا لم تکن إماماً ؟

 الجواب : إنّ العصمة بالنسبة إلى النساء لا تستلزم مقام الإمامة، ولکنها بالنسبة إلىالرجال هناک ملازمة بینهما، ولهذا لا نجد معصوماً بین رجال العالم غیر النبیّ والأئمّة الطاهرین (علیهم السلام).

 السؤال الثالث : تقدّم فی الأبحاث السابقة أنّ اختلاف الضمائر فی آیة التطهیر مع الضمائر قبلها وبعدها والتی تتحدّث فیها الآیة الشریفة عن نساء النبی (صلى الله علیه وآله) هو السبب فی أن یکون المخاطب فی آیة التطهیر غیر نساء النبی، فی حین أننا نجد مثیلاً لهذا الإختلاف فی الضمائر فی قصة البشارة لإبراهیم (علیه السلام) بالولد فی شیخوخته، لأنّ المخاطب فی الآیة الشریفة هو زوجة النبیّ إبراهیم (علیه السلام)فی قوله تعالى :

 (قالُوا أَتَعْجَبینَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ).(1)

 فطبقاً لهذه الآیة أنّ المخاطب بضمیر «علیکم» هو زوجة النبیّ إبراهیم.

 الجواب : إنّ المخاطب فی جملة «أتعجبین» هو زوجة إبراهیم فقط، ولهذا ورد الفعل بصورة المفرد للمخاطب المؤنث، ولکنّ المخاطب بکلمة «علیکم» هو جمیع أفراد اُسرة النبیّ إبراهیم من الزوج والزوجة، فی حین أن المخاطب فی آیة التطهیر وطبقاً للأدلّة السابقة لا یمکن أن یکون نساء النبی لا بالإستقلال ولا بالإنضمام إلى الخمسة أصحاب الکساء.

 السؤال الرابع : إذا کان المخاطب فی آیة التطهیر هو الخمسة من أصحاب الکساء فقط، إذن فلماذا وردت آیة التطهیر ضمن الآیة التی تتحدّث عن نساء النبی ؟

 الجواب : إنّ آیات القرآن الکریم کما ذکر العلاّمة الطباطبائی(2) وآخرون لم تنزل فی وقت واحد، بل کانت الجمل المذکورة تنزل أحیاناً فی آیة واحدة على فترات متباعدة، حیث إنّ آیات القرآن نزلت بحسب الحاجة والحوادث الواقعة، وعلى هذا الأساس فمن الممکن أن تکون الآیة التی تتحدّث عن نساء النبی (صلى الله علیه وآله)قد نزلت فی فترة معیّنة ثمّ نزلت بعد ذلک آیة التطهیر وبعد طلب النبیّ الکریم المبنی على طهارة أهل البیت، وبعد ذلک نزلت آیات اُخرى تتعلق بظروف خاصّة وحوادث معیّنة اُخرى، وعلیه فلا یلزم من ذلک أن یکون هناک ارتباط وثیق بین آیات القرآن الکریم أجمع.

 النتیجة : إن آیة التطهیر تدلُّ من جهة على عصمة الخمسة من أصحاب الکساء (علیهم السلام)، وتدلُّ أیضاً على ولایة وإمامة أمیرالمؤمنین (علیه السلام) من جهة اُخرى.


1 . سورة هود : الآیة 73.
2 . المیزان، ذیل الآیة أعلاه.

 

آیة المودة 2 من هم أهل البیت ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma