التوسل فی الروایات

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
آیـات الولایـة فی القرآن
لا تجوز العبادة لغیر اللهالتوسل بالعظماء والأولیاء بعد وفاتهم

 لقد ورد التوسل فی روایات الفریقین الشیعة والسنّة بشکل واسع، ونشیر هنا إلى بعض هذه الروایات الواردة فی مصادر أهل السنّة :

 1 ـ ینقل البیهقی أحد علماء أهل السنّة عن أنس «الخادم الخاصّ للنبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)» قوله :

 جاء رجل من الأعراب إلى رسول الله (صلى الله علیه وآله) وأنشد یقول :

اَتَیْناکَ وَالْعُذْراءُ یُدْمِی لِبانَها *** وَقَدْ شَغَلَتْ اُمُّ الصَّبِیَّ عَنِ الطِّفْلِ

وَلَیْسَ لَنا اِلاّ اِلَیْکَ فِرارُنا *** وَاَیْنَ فِرارُ الْخَلْقِ اِلاّ اِلَى الرُّسُلِ

 فعندما سمع النبی (صلى الله علیه وآله) بحال هذا الرجل المؤلمة تأثّر کثیراً وتوجّه إلى المسجد وهو یجرّ بردائه من شدّة الهمّ والحزن، فصعد المنبر ورفع یدیه للدعاء، وما زال یدعو حتّى نزل المطر ونجى الناس من القحط(1).

 فطبقاً لهذه الروایة فإنّ ذلک الأعرابی توسل فی زمان حیاة النبی (صلى الله علیه وآله) به، ولم یمنعه رسول الله(صلى الله علیه وآله) من ذلک أو ینهاه.

 2 ـ ویورد البخاری فی کتابه روایة فی هذا المجال، وهی أن الناس أصیبوا بالقحط فی أیّام رسول الله (صلى الله علیه وآله) فجاؤوا إلیه یشکون إلیه حالهم، فدعا رسول الله (صلى الله علیه وآله) فنزل المطر، فقال النبی(صلى الله علیه وآله) :

 «لَوْ کانَ أَبُو طالِب حَیّاً لَقَرَّتْ عَیْناهُ»(2).

 وهذه الجملة من کلام النبی (صلى الله علیه وآله) إشارة إلى ما کان من النبی قبل البعثة من دعاء أبی طالب لنزول المطر وکان النبی یومذاک رضیعاً، فأخذه أبوطالب وأقسم على الله تعالى بحقّ هذا الطفل إلاّ ما أنزلت علینا المطر. فاستجیب دعاؤه ونجا الناس من الهلاک والقحط، ثمّ إن أبا طالب أنشد أبیاتاً من الشعر مطلعها :

وَاَبْیَضُ یُسْتَسْقَى الْغَمامُ بِوَجْهِهِ *** ثَمالُ الْیَتامى عِصْمَةٌ لِلاَْرامِلِ(3)

 والخلاصة أن الناس طبقاً لهذه الروایة کانوا قبل البعثة وبعدها یتوسلون إلى الله تعالى بالنبیّ الکریم (صلى الله علیه وآله) ولن یتحرک النبی الأکرم لمنعهم من هذا العمل بل إنه أثنى علیه بحیث إنه طلب من البعض أن یقرأوا أشعار أبی طالب التی قالها بمناسبة واقعة الإستسقاء فتکفل الإمام علی (علیه السلام) بهذه المهمة.

 3 ـ قال السمهودی أحد کبار علماء أهل السنّة فی کتابه «وفاء الوفاء» عن مالک أحد أئمّة المذاهب الأربعة لأهل السنّة : ناظر أبو جعفر أمیرالمؤمنین مالکاً فی مسجد الرسول (صلى الله علیه وآله)فقال مالک : یا أمیرالمؤمنین لا ترفع صوتک فی المسجد فإن الله تعالى أدب قوماً فقال :

 (یَأَیُّهَا الَّذِینَ ءَامَنُواْ لاَ تَرْفَعُواْ أَصْوَتَکُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِیّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِالْقَوْلِ کَجَهْرِ بَعْضِکُمْ لِبَعْض أَن تَحْبَطَ أَعْمَلُکُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ)(4)، ومدح قوماً فقال : (إنَّ الَّذِینَ یَغُضُّونَ أَصْوََتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللهِ أُوْلَئِکَ الَّذِینَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِیمٌ)(5)، وذمّ قوماً فقال : (إنَّ الَّذِینَ یُنَادُونَکَ مِن وَرَاءِ الْحُجُراتِ أَکْثَرُهُمْ لاَ یَعْقِلُونَ)(6).

 فقال منصور : هذا کان فی حیاته لا بعد مماته.

 فقال مالک : «حُرْمَتُهُ مَیِّتاً کَحُرْمَتِهِ حَیّاً».(7)

 وطبقاً لهذا الکلام فإن احترام النبی واجب فی حال حیاته وبعد مماته والتوسل به جائز أیضاً على أیّة حال.

 4 ـ وقد ذکر «ابن حجر» من علماء أهل السنّة المعروفین والإنسان المتعصب جدّاً فی کتابه «الصواعق المحرقة» اعترافات مهمة لصالح الشیعة، ومن تلک الإعترافات ما أورده من شعر الإمام الشافعی حیث یقول :

آلُ النَّبیِّ ذَریعَتی *** وَهُمْ اِلَیْهِ وَسیِلَتِی

اَرْجُو بِهِمْ اُعْطى غَداً *** بِیَدِ الْیُمْنى صَحیفَتِی(8)

 النتیجة : أن التوسل بأولیاء الدین والمقدّسات کالقرآن الکریم لا تتنافى إطلاقاً مع التوحید الأفعالی، وقد ورد التمجید والترغیب فی القرآن والروایات الشریفة للمسلمین لمثل هذا العمل.


1 . کشف الإرتیاب : ص 310، وللاطلاع على البحوث المتعلقة بصلاة الإستسقاء راجع کتابنا «تحقیق حول صلاة الإستسقاء».
2 . کشف الإرتیاب : ص 310.
3 . کشف الإرتیاب : ص 311.
4 . سورة الحجرات : الآیة 2.
5 . سورة الحجرات : الآیة 3.
6 . سورة الحجرات : الآیة 4.
7 . وفاء الوفاء : ج 1، ص 422 نقلاً من کشف الإرتیاب : ص 317.
8 . الصواعق المحرقة نقلاً من کشف الإرتیاب : ص 319.

 

لا تجوز العبادة لغیر اللهالتوسل بالعظماء والأولیاء بعد وفاتهم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma