«أَمّا بَعْدُ: فَإِنَّ الاَْمْرَ یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الاَْرْضِ کَقَطَرَاتِ الْمَطَرِ إِلَى کُلِّ نَفْس بِما قُسِمَ لَها، مِنْ زِیادَة أَوْ نُقْصان، فَإِذَا رَأَى أَحَدُکُمْ لاَِخِیهِ غَفِیرَةً فِی أَهْل أَوْ مال أَوْ نَفْس فَلا تَکُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً! فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ یَغْشَ دَناءَةً تَظْهَرُ فَیَخْشَعُ لَها إِذا ذُکِرَتْ وَیُغْرَى بِها لِئامُ النّاسِ کانَ کالْفالِجِ الْیاسِرِ الَّذِی یَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَة مِنْ قِداحِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ، وَیُرْفَعُ بِها عَنْهُ الْمَغْرَمُ. وَکَذَلِکَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِیءُ مِنَ الْخِیانَةِ یَنْتَظِرُ مِنَ اللّهِ إِحْدَى الْحُسْنَیَیْنِ: إِمّا داعِیَ اللّهِ فَما عِنْدَ اللّهِ خَیْرٌ لَهُ، وَإِمّا رِزْقَ اللّهِ فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْل وَمال، وَمَعَهُ دِینُهُ وَحَسَبُهُ، وَإِنَّ الْمالَ وَالْبَنِینَ حَرْثُ الدُّنْیا، وَالْعَمَلَ الصّالِحَ حَرْثُ الاْخِرَةِ، وَقَدْ یَجْمَعُهُما اللّهُ تَعالَى لاَِقْوام».