نظرة إلى الخطبة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
النفاق والعصیان ودور الإمامالقسم الأول

یعتقد بعض شرّاح نهج البلاغة کابن أبی الحدید أنّ الخطبة بعد صفین والتحکیم والخوارج، حیث ألقاه(علیه السلام) أواخر عمره الشریف(1). ویفهم من مقدمة الشریف الرضی أنّ الإمام(علیه السلام) أورد هذه الخطبة حین تواترت علیه الأخبار بشأن استیلاء أصحاب معاویة على
البلاد الإسلامیة، حیث بلغه عاملاه على الیمین فأطلعاه على غلبة بسر بن اُرطاة لهما على تلک المنطقة. فقد کان بعض أتباع عثمان فی صنعاء وکانوا قد بایعوا علی(علیه السلام) مکراً وخدیعة. وکان عبید الله بن عباس آنذاک عامل علی(علیه السلام) على الیمن وقائد الجیش کان سعید بن نمران. وقد شنت الغارات تلو الغارات من قبل أهل الشام على المناطق الإسلامیة بعد قتل محمد بن أبی بکر الذی نصبه الإمام(علیه السلام) والیاً على مصر. قام أتباع عثمان ـ فی الیمن ـ بدعوة الناس للمطالبة بدم عثمان، فتصدى لهم عبید الله بن عباس وأمر بسجنهم. فکتبوا من السجن إلى بعض أصحابهم فی الجیش لعزل سعید بن نمران والخروج علیه. ففعلوا والتحق بهم طائفة من الیمن ثم امتنعوا عن دفع الزکاة. فکتب عبید الله وسعید کتاباً للإمام(علیه السلام). فکتب الإمام(علیه السلام) کتاباً لأهل الیمن ودعاهم للعمل بوظائفهم وحذرهم من العصیان والتمرد. فردّوا علیه بالتزامهم بطاعة الإمام(علیه السلام) بشرط عزل هذین الشخصین. ثم کتبوا لمعاویة. فبعث معاویة بسراً إلى الیمن فی جیش کثیف وأمره أن یقتل کلّ من کان فی طاعة علی(علیه السلام)، فقتل خلقاً کثیراً، وقتل فی من قتل فی مکّة داود وسلیمان، إبنی عبید الله بن عباس کما قتل فی الطائف صهر عبید الله. ثم بلغ الیمن بعد أن خرج منها عبید الله وسعید، واستخلف علیاً عبدالله بن عمرو الثقفی، فحمل بسر علیه فقتله ثم استولى على صنعاء مرکز الیمن. فلمّا دخل عبید الله وسعید على الإمام(علیه السلام) فی الکوفة ذمهم(علیه السلام) لترکهما مکانهما، ثم صعد المنبر وألقى هذه الخطبة.

على کل حال فإنّ الخطبة قد أوردت حین اشتدت حملات أهل الشام على مختلف مناطق البلاد الإسلامیة وضعف المقاومة التی أبداها أصحاب الإمام(علیه السلام)حیث کان الإمام(علیه السلام)فی غایة التذمر والاستیاء، فقد استهل الإمام(علیه السلام) خطبته بالشکوى من قلّة الأفراد المطیعین، ثم تعرّض(علیه السلام) إلى الواقعة الألیمة لحملات بسر بن أرطاة وغلبته على الیمن، ثم یختتم الإمام(علیه السلام)خطبته بالشکوى لله من هؤلاء القوم الذین مردّوا على النفاق والمعصیة فیدعوا علیهم ویسأل الله أبدالهم بشر منه وإبداله من هو خیر منهم.


1. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید، آخر الخطبة.

 

النفاق والعصیان ودور الإمامالقسم الأول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma