یرى بعض المحققین أنّ الدافع من هذه الخطبة (أو بتعبیر آخر کتابة هذه الرسالة) أنّه سأل البعض علیاً (علیه السلام) عن رأیه بمن سبقه من الخلفاء بعد أن استولى أصحاب معاویة على مصر وقتلوا محمد بن أبی بکر. فاستنکر علیهم الإمام (علیه السلام)ذلک بعد أن استولى معاویة على مصر وقتل شیعته ، فکتب الإمام (علیه السلام) هذا الکتاب.(1) ویتصور أحیاناً بأنّ الخطبة اختتمت بالدعوة إلى الجهاد وهذا ما یتنافى وما ذکر ، حیث یدل ذلک على أنّ الکلام صدر عن الإمام (علیه السلام) قبل معرکة صفین ، لکن یمکن أن یکون هذا الکلام إشارة إلى معرکة أراد الإمام (علیه السلام)أن یعب الناس لها قبل شهادته ، غیر أنّ شهادته (علیه السلام) حالت دون ذلک. على کل حال فالخطبة على ثلاثة أقسام: القسم الأول فی وضع العرب فی الجاهلیة وعلى أعتاب انبثاق الدعوة الإسلامیة وبعثة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) التی أنقذتهم ممّا لا یمکن تصوره من البؤس والشقاء.
والقسم الثانی فی الحوادث التی اُعقبت رحیل رسول الله (صلى الله علیه وآله) وکیفیة غصب حق الإمام (علیه السلام)فی الخلافة ، وسکوته حفظاً للإسلام والقرآن بینما کان یعیش حالة من التذمر والاستیاء.
والقسم الثالث إشارة إلى البیعة المشروطة لعمرو بن العاص على معاویة والتی أدت إلى تلک الویلات والمصائب والأضرار الفادحة فی الأرواح والأموال ، ثم یختتم الخطبة بحث أتباعه بالتأهب للقتال.