2 ـ هل بایع الإمام (علیه السلام) الخلیفة الأول؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
القسم الثالث1 ـ الأحداث المریرة بعد رسول الله (صلى الله علیه وآله)

کثر الکلام بین المؤرخین والمحدثین بشأن موقف الإمام علی (علیه السلام) من خلافة الأول والبیعة التی تمت له فی سقیفة بنی ساعدة. ولیس هنالک من اتفاق بین علماء الشیعة والسنة بهذا المجال، فقد صرح الشارح البحرانی أنّ أغلب علماء الشیعة یعتقدون أنّ الإمام علی (علیه السلام) امتنع عن مبایعة الخلیفة الأول، وقد انضم إلیه عدد من بنی هاشم، إلاّ أنّهم اضطروا آخر الأمر لبیعته بعد أن اُجبروا علیها. وقیل أنّ أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) لازم البیت ولم یخرج، فلما رأوا أنّه وحید ترکوه ولم یحملوه على البیعة. أما محدثوا العامة فقد ذهبوا إلى أنّ الإمام (علیه السلام) قد امتنع عن البیعة ستة أشهر حتى توفت الزهراء(علیها السلام) فبایع طوعا. وللمرحوم العلاّمة السید شرف الدین صاحب المراجعات تحلیل رائع بهذا الشأن، خلاصته أنّ الإمام (علیه السلام)أراد أن یؤکد حقه المسلم فی الخلافة ونص النبی (صلى الله علیه وآله) بالوصیة علیه من جانب، ومن جانب آخر أراد أن یفوت الفرصة على المنافقین ـ الذین کانوا یتربصون الدوائر بالإسلام ویرون السبیل قد تمهد أمام أطماعهم بالقضاء على الدین من خلال الاختلافات بین الأنصار والمهاجرین ـ فامتنع عن البیعة مدة (لیعلن عن حقه فی الخلافة)، ثم بایع حفظاً للإسلام ودرءاً لخطر المنافقین والمتربصین بالدین.(1)وقد وردت بعض العبارات التی تشیر إلى هذا المعنى فی الخطبة 62 من نهج البلاغة «.. فأمسکت یدی حتى رأیت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، یدعون إلى محق دین محمد (صلى الله علیه وآله) فخشیت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فیه ثلماً أو هدماً، تکون المصیبة به علی أعظم من فوت ولایتکم...».

وسنتحدث إن شاء الله بما یناسب المقام حین شرحنا للخطب والرسائل المرتبطة بهذا البحث.


1. المراجعات ، الرسالة 84 .

 

القسم الثالث1 ـ الأحداث المریرة بعد رسول الله (صلى الله علیه وآله)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma