1 ـ من بین الأسئلة التی تطرح بشأن هذه الخطبة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
2 ـ فلسفة الحزم فرار العبید

أو لیس بنی ناجیة مسلمین، فکیف یسبون ویفادون؟ ویبدو أنّ الجواب قد ورد فی قصة سبیهم، حیث خرج الخریت بن راشد الناجی ضد أمیرالمؤمنین(علیه السلام)واجتمع مع عدد من الأفراد، فلما بلغ الخبر الإمام(علیه السلام). فوجه الإمام(علیه السلام) أحد أصحابه «معقل بن قیس» لقتال الخریت بن راشد فقتله وقتل جمعاً من أصحابه وأسر آخرین من مسلمین وغیر مسلمین من النصارى ومانعی الصدقة، فجعل مسلمیهم یمنة والنصارى ومانعی الصدقة یسرة، ثم خلى سبیل من کان مسلماً وأخذ بیعته، ومن کان إردتد عرض علیه الرجوع إلى الإسلام أو القتل. فلما أتی بالاُسرى إلى الإمام(علیه السلام) فی منطقة أردشیر حرّة التی کان مصقلة عاملها، فبکى إلیه النساء والصبیان وتصایح الرجال. فقال مصقلة: أقسم باللّه لأتصدقن علیهم، فاشتراهم بخمسمائة ألف درهم فاعتقهم. فبعث مصقلة بمقدار من المال وبقی آخر. وانتظر علی(علیه السلام)مصقلة أن یبعث المال فابطأ به فبعث إلیه الإمام، فقدم الکوفة، فسأله الإمام(علیه السلام)المال، فأدى إلیه مائتی ألف درهم وعجز عن الباقی، على أن یهبه الإمام(علیه السلام) ذلک، فلم یقبل الإمام(علیه السلام)، ولو وافقه الإمام(علیه السلام) لکان ذلک الأمر بدعة بحیث یشتری الآخرون الأسرى ثم یعتقونهم ولا یؤدون المال إلى بیت مال المسلمین، إلى جانب کون تلک الموافقة تثییر تداعیات سیاسة عثمان إزاء بیت المال بحیث یساء الظن بحزم الإمام(علیه السلام) بالنسبة لبیت مال المسلمین. والعجیب أنّ أحد أصحابه قال له: لو شئت لم یمض علیک جمعة حتى تجمع هذا المال، فقال: ما کنت لأحملها قومی، ولا أطلب فیها إلى أحد. ثم قال: واللّه لو أنّ ابن هند مطالبی بها، أو ابن عفان، لترکها لی. فهذه الاُمور تشیر إلى أنّه قد یکون منذ البدایة قد عزم على عدم أدائها، کما تفید الرسالة الثالثة والأربعون من نهج البلاغة أنّه کان عثمانیاً، ولذلک کان قد بذل بعض أموال بیت المال لبطانته وقومه، وخلاصة القول فان بنیته الفکریة والعملیة کانت قائمة على نهج معاویة لا أمیرالمؤمنین(علیه السلام). ولعله کان رجلاً صالحاً قبل وصوله إلى الحکومة إلاّ أنّ حب الدنیا والاغترار بالجاه قد غلب علیه. ومن هنا شقت علیه عدالة الإمام(علیه السلام)حتى إلتحق فی خاتمة المطاف بمعاویة. فخطب الإمام(علیه السلام) هذه الخطبة واختتمها بقوله «ولو أقام لأخذنا میسوره، وانتظرنا بماله وفوره».(1)

ویتضح ممّا ذکرنا أنّ الاسرى المذکورین لم یکونوا من المسلمین.


1. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 3 / 128 ـ 150 بتصرف.

 

2 ـ فلسفة الحزم فرار العبید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma