1 ـ فلسفة خفاء الموت

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
2 ـ الاغترار بالامانی الإنسان والغفلة

لقد أشارت الخطبة إلى أحد الأسرار المهمّة للخلق والذی یکمن فی خفاء الموت «فإنّ أجله مستورٌ عنه»; فلا أحد یعلم هل سیبقى حیاً إلى ساعة أخرى أم سیموت؟ فهو الیوم مخبر وغدا یخبر عنه، وهو الیوم فی مجلس عزاء صاحبه، وغدا صحبه فی مجلس العزاء الذی یقام على روحه. وممّا لاشک فیه أنّ عمر الإنسان إذا إتضح لصاحبه جرماً لایخفى من المفاسد; الأمر الذی أشار إلیه الإمام الصادق(علیه السلام)فی توحید مفضل المعروف: تأمل الان یا مفضل ماسترى الإنسان علمه عن مدة حیاته فانّه لو عرف مقدار عمره وکان قصیر العمر لم یتهنأ بالعیش مع ترقب الموت وتوقعه لوقت قد عرفه، بل کان یکون بمنزلة من قد فنى ماله أو قارب الفناء فقد استشعر الفقر والوجل من فناء ماله وخوف الفقر، على أنّ الذی یدخل على الإنسان من فناء العمر أعظم مما یدخل علیه من فناء المال لأنّ من یقل ماله یأمل أن یستخلف منه فیسکن إلى ذلک، ومن أیقن بفناء العمر إستحکم علیه الیأس وإن کان طویل العمر ثم عرف ذلک وثق بالبقاء وانهمک فی اللذات والمعاصی وعل على أنّه یبلغ من ذلک شهوته ثم یتوب فی آخر عمره، وهذا مذهب لا یرضاه اللّه من عباده ولا یقبله (ومن هنا حجب الإنسان عن معرفة العمر لیعیش دائما بین الخوف والرجاء).( 1)


1. بحارالأنوار 3/83 ـ 84 (ح توحید مفضل). 

 

2 ـ الاغترار بالامانی الإنسان والغفلة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma