الخطبة تمثل ردّاً حاسماً على زعمین بشأن خلافة رسول اللّه(صلى الله علیه وآله). الأول وهو اجتماع طائفة من الناس فی سقیفة بنی ساعدة لتعیین الخلافة دون الالتفات إلى وصیة النبی(صلى الله علیه وآله)بهذا الشأن فطالبت الأنصار بالشورى وأن ینتخب منهم أمیر وأخر من المهاجرین. ففند الإمام(علیه السلام)هذا الزعم بحدیث عن رسول اللّه(صلى الله علیه وآله). والثانی إستدلال المهاجرین على الأنصار بأحقیتهم بالخلافة. فاستدل علیهم الإمام(علیه السلام)بنفس إستدلالهم فی أحقیة أهل البیت(علیه السلام)بالخلافة إن کان إستدلالهم صحیحاً.
«فَهَلاَّ احْتَجَجْتُمْ عَلَیْهِمْ بِأَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى اللّه علیه وآله وسلم وَصَّى بِأَنْ یُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِهِمْ وَیُتَجاوَزَ عَنْ مُسِیئِهِمْ؟ قالُوا: وَما فِی هَذا مِنَ الْحُجَّةِ عَلَیْهِمْ؟ فَقالَ(علیه السلام): لَوْ کانَ الاِْمامَةُ ]الامارة[ فِیهِمْ لَمْ تَکُنِ الْوَصِیَّةُ بِهِمْ، ثُمَّ قالَ(علیه السلام): فَماذا قالَتْ قُرَیْشٌ قالُوا احْتَجَّتْ بِأَنَّها شَجَرَةُ الرَّسُولِ(صلى الله علیه وآله): فَقالَ(علیه السلام): احْتَجُّوا بِالشَّجَرَةِ وَأَضاعُوا الثَّمَرَةَ».