تعتبر هذه الخطبة من الخطب التی تعبر عن لوعة الإمام(علیه السلام) بعد الغارات والحملات التی کان یشنها أهل الشام على البلاد الإسلامیة وتجابه بکل برود من قبل أتباعه. فقد تضمنت أشد الذم لتلک الجماعة من الکوفة الموسومة بالضعف والهوان والتی جعلت الإمام(علیه السلام)یشعر بیأسها من عدوها، ویبدو أن الإمام(علیه السلام) لجأ إلى هذه العبارات أملاً فی إثارتهم وتعبئتهم ضد أهل الشام.
«کَمْ أُدارِیکُمْ کَما تُدارَى الْبِکارُ الْعَمِدَةُ، وَالثِّیابُ الْمُتَداعِیَةُ، کُلَّما حِیصَتْ مِنْ جانِب تَهَتَّکَتْ مِنْ آخَرَ، کُلَّما أَطَلَّ عَلَیْکُمْ مَنْسِرٌ مِنْ مَناسِرِ أَهْلِ الشّامِ أَغْلَقَ کُلُّ رَجُل مِنْکُمْ بابَهُ، وَانْجَحَرَ انْجِحارَ الضَّبَّةِ فِی جُحْرِها وَالضَّبُعِ فِی وِجارِها، الذَّلِیلُ وَاللّهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ وَمَنْ رُمِیَ بِکُمْ فَقَدْ رُمِیَ بِأَفْوَقَ ناصِل، إِنَّکُمْ وَاللّهِ لَکَثِیرٌ فِی الْباحاتِ، قَلِیلٌ تَحْتَ الرّایاتِ. وَإِنِّی لَعالِمٌ بِما یُصْلِحُکُمْ، وَ یُقِیمُ أَوَدَکُمْ وَلَکِنِّی لا أَرَى إِصْلاحَکُمْ بِإِفْسادِ نَفْسِی أَضْرَعَ اللّهُ خُدُودَکُمْ،أَتْعَسَ جُدُودَکُمْ! لا تَعْرِفُونَ الْحَقَّ کَمَعْرِفَتِکُمُ الْباطِلَ وَلا تُبْطِلُونَ الْباطِلَ، کَإِبْطَالِکُمُ الْحَقَّ».