قبل کل شی یبرز هنا هذا السؤال وهو ما سر کل هذه الأهمیة للصلوات؟ وما الأمر الذی تختزنه الصلوات على النبی(صلى الله علیه وآله)؟ ویمکن القول فی الاجابة على هذا السؤال هو عدم نسیان مکانة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ومقامه الجلیل، ویستلزم ذلک عدم هجر الإسلام وتعالیم الحقة، ومن هنا کانت الصلوات على النبی رمزاً لبقاء الإسلام ودیمومة مسیرته. أضف إلى ذلک فانّ الصلوات تدعونا للتعرف بصورة أعمق على مقامه(صلى الله علیه وآله)والاقتداء باخلاقه وصفاته، ومن هنا وردت بعض التعبیرات التی تفید أنّ الصلوات على النبی(صلى الله علیه وآله)تؤدی إلى طهارة الأخلاق ونقاء الاعمال وتساقط الذنوب، ومن ذلک ما جاء فی الزیارة الجامعة: «و جعل صلاتنا علیکم وما خصّنا به من ولایتکم طیباً لخلقنا وطهارةً لأنفسنا وتزکیةً لنا وکفّارةً لذنوبن».(1) کما أشیر فی عدة روایات إلى تحات الذنوب حین الصلوات على النبی(صلى الله علیه وآله). من جانب آخر فان الصلوات على النبی(صلى الله علیه وآله)وآله إنّما تمطر أرواحهم الطاهرة بوابل من رحمة اللّه، ولما کانو(علیه السلام)وسائط الفیض فانّ تلک الرحمة وبرکاتها إنّما تنحدر منهم إلى الاُمّة. وعلیه فالصلوات والرحمة علیهم فی الواقع هى صلوات علینا ورحمة لنا. أضف إلى ذلک فانّ الصلوات على النبی(صلى الله علیه وآله) إنّما یمثل نوعا من الشکر والتقدیر للجهود التی بذلها من أجل هدآیه الاُمّة، وممّا لاشک فیه أن هنالک أجر وثواب لهذا الشکر ومعرفة الجمیل.