السؤال الآخر الذی یطرح نفسه بهذا الشأن یکمن فی الصیغة التی ترد بها الصلاة على النبی(صلى الله علیه وآله). فقد وردت روایات عن طریق الفریقین التی أکدت إقتران آل النبی(صلى الله علیه وآله) به حین الصلاة. ونکتفی هنا بالإشارة إلى بعض هذه الروایات:
روی فی الدر المنثور عن صحیح البخاری ومسلم وأبوداود والترمذی والنسائی وابن ماجة وابن مردویه عن کعب بن عجره انّ رجلاً قال للنبی(صلى الله علیه وآله): «أمّا السلام علیک فقد علمناه فکیف الصلاة علیک؟» قال رسول اللّه(صلى الله علیه وآله): «قل اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد کما صلیت على آل ابراهیم إنّک حمید مجید. اللّهم بارک على محمد وآل محمد کما بارکت على ابراهیم إنّک حمید مجید».
وإضافة إلى الحدیث المذکور فقد نقل صاحب تفسیر الدر المنثور ثمانیة عشر حدیثاً صرحت جمیعها بوجوب ذکر آل محمد حین الصلاة علیه، وقد نقلت هذه الأحادیث فی المصادر المشهورة والمعروفة لدى العامة عن طریق الصحابة ومنهم: ابن عباس وأبو سعید الخدری وأبو هریرة وطلحة وأبومسعود الأنصاری وبریدة وابن مسعود وکعب بن عجرة وأمیرالمؤمنین علی(علیه السلام).(1) وقد روى صحیح البخاری(2)، عدة روایات بهذا الخصوص، کما جاءت روایتان فی صحیح مسلم(3)، والغریب هو أنّ العنوان الذی ورد فی صحیح مسلم باب الصلاة على النبی صلى اللّه علیه وسلم (دون ذکر آله) رغم إقتران الآل بالنبی(صلى الله علیه وآله)فی الأحادیث المذکورة. والجدیر بالذکر هنا أن بعض روایات العامة وأغلب روایات الشیعة لم تفصل بین محمد وآل محمد بحرف على، والصیغة الواردة هى «الّلهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد». ونختتم البحث بهذا الحدیث الذی ورد فی صواعق ابن حجر(4) ان النبی(صلى الله علیه وآله)قال: «لا تصلوا على الصلاة البتراء! فقالوا: وما الصّلاة البتراء؟ قال: یقولون: أللّهمّ صلّ على محمّد، وتمسکون; بل قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد» أضف إلى ذلک فقد وردت عدة أحادیث بهذا المجال فی المجلد الأول من کنز العمال.