اجتناب نبوءات المنجمین

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثالث
1 ـ ما هو علم النجوم؟ وما المحظور منه؟ القسم الثانی

یحذر الإمام(علیه السلام) أفراد الاُمّة من تعلم النجوم، والواقع هو أنّ الإمام(علیه السلام)یفرق أحوال النجوم عن أحکامها، إلى جانب بیان ما تقود إلیه من مساوئ «أیّها النّاس، إیّاکم وتعلّم النّجوم، إلاَّ ما یهتدى به فی برٍّ أو بحر» فعلم النجوم والتعرف علیه والاستفادة من أوضاع النجوم فی السماء بغیة الاهتداء فی البحار والصحارى وسائر الاُمور المشابهة القائمة على أساس وضع الکواکب لیست ممنوعة فحسب، بل هى جزء من العلوم الضروریة، وذلک لصلتها الوثیقة بنظام المجتمع البشری. القرآن من جانبه أشار إلى هذا الأمر بصفته نعمة إلهیة وآیة من آیات التوحید فقال: (وَبِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ)( 1). کما قال فی موضع آخر: (وَهُوَ الَّذِی جَعَلَ لَکُم النُّجومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِی ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنا الآیاتِ لِقَوْم یَعْلَمُونَ)(2) فمثل هذه التعبیرات تفید حث القرآن للإنسان على الانفتاح على هذا النوع من علم النجوم، أمّا المحظور فما عرف بأحکام النجوم; أی کشف بعض الأشیاء من أوضاع الکواکب وکیفیة إرتباطها مع بعضها (قربها وبعدها من بعضها البعض الآخر) والأخبار عن بعض الأحوادث بالنسبة للأفراد والمجتمعات البشریة، وبالطبع فان بعضها کلی یتوصل إلیه دون النظر إلى أوضاع الکواکب، أو جزئی یبین من خلال الحدس والظن، وغالباً ما یثبت خلافها کما وقفنا على ذلک فی هذه الخطبة. ومن هنا إختتم الإمام(علیه السلام)کلامه بالقول: «فانها تدعو إلى والکافر فی النار، سیروا على اسم اللّه». والمراد بالکهانة الأخبار عن الاُمور الخفیة وکشف الحوادث المستقبلیة وزعم العلم بالأسرار ویقال لمن یزعم هذه الاُمور «الکاهن». وقد کان هناک الأفراد الذین یزعمون هذه الاُمور فی العصر الجاهلی کشق وسطیع، وکان متعارف بین الکهنة أن یؤدوا کلماتهم الباطلة بنوع من السجع والقافیة والألفاظ الطنانة الرنانة لتفعل فعلها فی قلوب الناس، ومن هنا نعت المشرکون رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)بالکاهن وذلک لا خباره عن الاُمور بواسطة الوحی، إضافة إلى أنّه کان یتلوا علیهم الآیات القرآنیة التی تمثل ذروة الفصاحة والبلاغة فیتعللون بهذه الترهات إستکباراً عن قبول الحقیقة. وبناءاً على ما تقدم فانّ علم النجوم (یعنی علم أحکام النجوم) یختزن الکهانة، وعمل الکاهن یشبه إلى حد بعید عمل الساحر، لأنّ الاثنین یعتمدان الحیلة والخدعة لاستغفال السذج من الناس، والساحر کالکافر، لأنّه لایعرف للتوکل على اللّه من معنى بینما یستند إلى اُمور اُخرى ولا یرى للّه من تأثیر عملی على مصیره، ویعلق هذا التأثیر على اُمور اُخرى یتطلبها السحر، ومن هنا فان مصیر هؤلاء المنحرفین هو النار وبئس المصیر.


1. سورة النحل / 16.
2. سورة الانعام / 97.  

 

1 ـ ما هو علم النجوم؟ وما المحظور منه؟ القسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma