«فاعْتَبِرُوا عِبادَ اللّهِ واذْکُرُوا تِیکَ الَّتِی آباؤُکُمْ وإِخْوانُکُمْ بِها مُرْتَهَنُونَ، وعَلَیْها مُحاسَبُونَ ولَعَمْرِی ما تَقادَمَتْ بِکُمْ ولا بِهِمُ الْعُهُودُ، ولا خَلَتْ فِیما بَیْنَکُمْ وبَیْنَهُمُ الاَْحْقابُ والْقُرُونُ ]الدهور[، وما أَنْتُمُ الْیَوْمَ مِنْ یَوْمَ کُنْتُمْ فِی أَصْلابِهِمْ بِبَعِید. واللّهِ ما أَسْمَعَکُمُ الرَّسُولُ شَیْئاً إِلاَّ وها أَنا ذا مُسْمِعُکُمُوهُ، وما أَسْماعُکُمُ الْیَوْمَ بِدُونِ أَسْماعِکُمْ بِالاَْمْسِ، ولا شُقَّتْ لَهُمُ الاَْبْصارُ، ولا جُعِلَتْ لَهُمُ الاَْفْئِدَةُ فِی ذَلِکَ الزَّمانِ، إِلاَّ وقَدْ أُعْطِیتُمْ مِثْلَها فِی هَذا الزَّمانِ ]الأوان[. ووَاللّهِ ما بُصِّرْتُمْ بَعْدَهُمْ شَیْئاً جَهِلُوهُ ولا أُصْفِیتُمْ بِهِ وحُرِمُوهُ، ولَقَدْ نَزَلَتْ بِکُمُ الْبَلِیَّةُ جائِلاً خِطامُها، رِخْواً بِطانُها فَلا یَغُرَّنَّکُمْ ما أَصْبَحَ فِیهِ أَهْلُ الْغُرُورِ، فَإِنَّمَا هُوَ ظِلٌّ مَمْدُودٌ إِلَى أَجَل مَعْدُود».