شمول النعم الإلهیة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الثانیجوده لا ینضب

اشتمل هذا القسم من الخطبة على عدّة اُمور مهمّة بشأن سعة نعمه سبحانه وافاضتها على العبید من معادن الفیض الازلى الجیاش; لیثیر الإمام(علیه السلام) بذلک أحاسیس السامعین ویوقظ ضمائرهم، فیستشعروا ضرورة الشکر بحکم بداهة العقل، وهذا ما یقودهم بالتالى إلى الانفتاح على معرفة اللّه سبحانه والالمام بصفاته. فقد أشار فی موضع آخر إلى سؤاله عن کل ماترید ودون سؤال غیره وذلک أنّ کثرة الجود والعطاء لیس لها أن تنقص خزائن کرمه ولو مثقال ذرة، بل أنّها لتربو على الجود والعطاء. وصرح فی موضع آخر بأنّه على درجة من الجود والکرم بحیث لایحتاج إلى السؤال کما هى طبیعة الممکنات، فحیثما کان الاستحقاق والاستعداد کان الفیض والعطاء. ولعلنا نلمس هذا المعنى فی بعض الأدعیة الرجبیة: «یا من یعطى من سأله، یا من یعطى من لم یسأله ومن لم یعرفه تحننا منه ورحمة»(1)، وقد عبر الإمام(علیه السلام) عن ذلک بقوله: «ولیس بما سئل بأجود منه بما لم یسأل»، وأخیراً ما أروع عبارته(علیه السلام) التی تعرضت لسعة جوده وکرمه وعدم تأثرها من قریب أو بعید بکثرة السؤال: «ولو وهب ما تنفست عنه معادن الجبال وضحکت عنه أصداف البحار، من فلز اللجین والعقیان ونثارة الدر وحصید المرجان، ما أثر ذلک فی جوده، و لا أنفذ سعة ما عنده ما لا تنفذه مطالب الأنام». والحال لیس الإنسان کذلک مهما کان جوده وکرمه وعطائه، فمثل هذه الاُمور تؤثر مباشرة علیه، ولیس ذلک إلاّ لأنّ کافة إمکاناته ومصادره محدودة، ینقصها العطاء. بینما تتصف نعمه سبحانه بالدوام وعدم التناهى والانقطاع فهى کذاته سبحانه مطلقة لاتعرف من معنى للحدود والقیود.


1. مفاتیح الجنان، أعمال شهر رجب. 
القسم الثانیجوده لا ینضب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma