«فَلَمَّا سَکَنَ هَیْجُ الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ أَکْنَافِهَا، وَحَمْلِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ الْبُذَّخِ عَلَى أَکْتَافِهَا، فَجَّرَ یَنَابِیع الْعُیُونِ مِنْ عَرَانِینِ أنوفها، وَفَرَّقَهَا فِی سُهُوبِ بِیَدِهَا وَأَخَادِیدِهَا، وَعَدَّلَ حَرَکاتِهَا بِالرَّسِیَاتِ مِنْ جَلاَمِیدِهَا، وَذَوَاتِ الشَّنَاخِیبِ الشُّمِّ مِنْ صَیَاخِیدِهَا، فَسَکَنَتْ مِنَ الْمَیَدَانِ لِرُسُوبِ الْجِبَالِ فِی قِطَعِ أَدِیِمَها، وَتَغَلغُلِهَا مُتَسَرِّبَةً فِی جَوْبَاتِ خَیَاشِیمِهَا، وَرُکُوبِهَا أَعْنَاقَ سُهُولِ الأَرَضِینَ وَجَرَاثِیمِهَا، وَفَسَخَ بَیْنَ الْجَوِّ وَبَیْنَها، وَأَعَدَّ الْهَوَاءَ مُتَنَسَّماً لِسَاکِنِهَا، وَأَخْرَجَ إِلَیْهَا أهْلَهَا عَلَى تَمَامِ مَرَافِقِها».