یرى جمع من قدماء الفلاسفة أنّ الله لایسعه أن یکون عالماً فهم یعتقدون أنّ الجزئیات متعددة ومتکثرة ولیس للمتعدد من سبیل إلى ذاته الواحدة من جمیع الجهات. فهذا الکلام واضح البطلان وأساسه أنّهم یرون أن علمه سبحانه وتعالى حصولیاً، ویعتقدون بأنّ الصور الخارجیة تنتقل إلى ذاته المقدسة، والحال کلنا نعلم أنّ علمه سبحانه بالموجودات لیس عن طریق انتقال صورتها الذهنیة لدیه، کما هو الحال عند الإنسان، بل علمه علم حضوری، أی أنّه حاضر فی کل مکان، والموجودات برمتها حاضرة عنده، وهو محیط بها جمیعاً، دون الحاجة لصورها; بالضبط کحضور الصور الذهنیة للإنسان أمام روحه، لأنّ الصور الذهنیة حاضرة بذاتها فی روح الإنسان لاصورتها، واحاطة الإنسان بها نوع من الاحاطة الحضوریة. فتأکید الإمام(علیه السلام) فی هذه الخطبة على علم الله سبحانه بجمیع جزئیات الوجود إنّما یبطل هذا الاعتقاد الفاسد لبعض الفلاسفة بشأن نفی علم الله بالجزئیات.