فی اعجاز البیان.

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
الخطبة 92إلیک الملاذ و أنت الرجاء

کما أنّ القرآن الکریم من المعاجز الخالدة لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) فانّ بعض خطب نهج البلاغة حقاً لفی حد الاعجاز! أی لایمکن أن تصدر سوى عن المعصوم، ولیس ذلک لاحد سواه. ومن ذلک هذه الخطبة المسماة بالاشباح. التی نعرض لشرحها.

فقد انطوت هذه الخطبة على عبارات غایة فی الفصاحة والبلاغة، إلى جانب رقتها وحلاوتها وعذوبة الفاظها بحیث تتسلل إلى أعماق روح الإنسان فتملأها معنویة ونوراً وانفتاحاً على الله سبحانه، أمّا المفردات التی استعملها الإمام(علیه السلام) فهى غایة فی العمق والرصانة بحیث لایمکن (الوقوف علیها دون الرجوع إلى مصادر العربیة وآدابها. أمّا مضمونها فهو الآخر (رصین) عمیق لایمکن تصور مثیله بشأن صفات الله وعلمه واحاطته بکل شئی; الأمر الذی یکشف عن حقیقة ما أورده الإمام (علیه السلام) فی الخطبة الثالثة المعروفة بالشقشقیة: «ینحدر عنی السیل ولایرقى الاالطیر».

وأمّا من ناحیة الآثار التربوبیة، فقد تطرق(علیه السلام) إلى نعم الله سبحانه بأدق تفاصیلها بما یثیر حس الشکر لأی إنسان یتأملها ویرى نفسه مقصرا أمام کل هذه النعم التی أفاضها علیه سبحانه، وإذا تأمل سعة علمه سبحانه وحضوره یدرک بکل کیانه معنى هذه العبارة «أنّ العالم حاضر عند الله، وعلیه فلاینبغی معصیته والتمرد علیه» أمّا الأدعیة العرفانیة آخر الخطبة والتواضع التام للإمام(علیه السلام) بعد کل هذا البیان فهو الآخر درس لکافة الأفراد فی عدم الغفلة والغرور والتوجه إلى الله وطلب الحاجات منه، کیف لا وهو الکریم، الرحیم، المنعم والغفور الودود.

 

الخطبة 92إلیک الملاذ و أنت الرجاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma