«إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ; یُنْکَرْنَ مُقْبِلات، وَیُعْرَفْنَ مُدْبِرَات، یَحُمْنَ حَوْمَ الرِّیاحِ، یُصِبْنَ بَلَداً وَیُخْطِئْنَ بَلَداً. أَلاَ وإِنَّ أَخْوَفَ الْفِتَنِ عِنْدِی عَلَیْکُمْ فِتْنَةُ بَنِی اُمَیَّةَ، فإِنَّهَا فِتْنَةٌ عَمْیَاءُ مُظْلِمَةٌ: عَمَّتْ خُطَّتُهَا، وَخَصَّتْ بَلِیَّتُهَا، وَأَصَابَ الْبَلاَءُ مَنْ أَبْصَرَ فِیهَا، وَأَخْطَأَ الْبَلاءُ مَنْ عَمِیَ عَنْهَا، وَایْمُ اللهِ لَتَجِدُنَّ بَنِی أُمَیَّةَ لَکُمْ أَرْبَابَ سُوْء بَعْدِی، کَالنَّابِ الضَّرُوسِ، تَعْذِمُ بِفِیهَا، وَتَخْبِطُ بِیَدِهَا، وَتَزْبِنُ بِرِجْلِهَا، وَتمنَعُ دَرَّهَا، لاَیَزَالُون بَلاؤُهُمْ عَنْکُمُ حتّى لایَکُون انْتِصارُ أَحَدِکُمْ مِنْهُمْ إلاّ کَانْتِصارِ الْعَبْدِ مِنْ رَبِّهِ، وَالصَّاحِبِ مِنْ مُستَصْحِبِهِ، تَرِدُ عَلَیْکُمْ فِتْنَتُهُمْ شَوْهَاءَ مَخْشِیَّةً، وَقِطَعاً جَاهِلِیَّةً، لَیْسَ فِیهَا مَنَارُ هُدىً، وَلاَ عَلَمٌ یُرَى».