قیل فی الخطبة أنّها وردت ـ کما ذکر شرّاح نهج البلاغة ـ حین تمرد جیش الکوفة على أوامر الإمام(علیه السلام) بمجابهة أهل الشام بعد واقعة النهروان، فقد عرض(علیه السلام) فی القسم الأول من هذه الخطبة بالذم لأهل الکوفة وعنّفهم أشد التعنیف أملا فی إثارة حمیتهم وغیرتهم لیتأهبوا للقاء العدو، بعد إفافتهم من نوم الغفلة والالتفات إلى مقدراتهم خشیة نهبها من قبل الظلمة.
ثم دعاهم فی القسم الثانی من الخطبة إلى إقتفاء آثار أهل البیت واتباعهم بفضلهم سبل النجاة، والواقع هو أنّه(علیه السلام) قد ذکرهم بمضمون ومحتوى حدیث الثقلین.
ثم اختتم(علیه السلام) الخطبة بالمقارنة بین أهل الکوفة وأصحاب رسول الله(صلى الله علیه وآله)، حیث وضح(علیه السلام)من خلال هذه المقارنة عمق الهوة بین هؤلاء وأصحاب النبی(صلى الله علیه وآله) من حیث الإیمان والورع والتقوى والعبارة والجهاد والاستقامة والصمود والشجاعة، ومن الواضح أنّ الخطبة بجمیع أقسامها إنّما تنشد هدفاً واحداً، وهو تعبئة جیش الکوفة لمواجهة العدو; العدو الذی لایأبه بالدین والدنیا ولایقیم وزناً لأی شیء.