تحدث الإمام(علیه السلام) فی هذه الخطبة بعبارات قصار عن فجائع حکومة بنی أمیة وظلمهم وانحرافهم، بحیث صور جمیع مظالمهم وفضائحهم فی هذه الکلمات المختصرة، وهى تفید وخامة العواقب التی تنتظر المجتمع الإسلامی إذا ضعفت إرادته فی المجابهة والتصدی.
التأریخ من جانبه أشار إلى تحقق کافة تکهنات الإمام(علیه السلام)، وأنّ عدم الالتفات إلى تحذیراته(علیه السلام) فساد ذلک الظلم والجور الذی عم المسلمین بما لم یشهد له التأریخ مثیلاً.
والخطبة ضمنیاً رد قاطع على أولئک الذین یترددون فی قتال الإمام(علیه السلام) لبنی أمیة، على أنّه قتال المسلمین للمسلمین.
«وَاللّهِ لایَزَالُونَ حَتَّى لایَدَعُوا لِلّهِ مُحَرَّماً إِلاَّ اسْتَحَلُّوهُ، وَلاَ عَقْداً إِلاَّ حَلُّوهُ، وَحَتَّى لاَ یَبْقِى بَیْتُ مَدَر وَلاَ وَبَر إلاّ دَخَلَهُ ظُلْمُهُمْ وَنَبَا بِهِ سُوءُ رَعْیِهِمْ، وَحَتَّى یَقُومَ الْبَاکِیَانِ یَبْکِیَانِ: بَاک یَبْکِی لِدِینِهِ، وَبَاک یَبْکِی لِدُنْیَاهُ، وَحَتَّى تَکُونَ نُصْرَةُ أَحَدِکُمْ مِنْ أَحَدِهِمْ کَنُصْرَةِ الْعَبْدِ مُنْ سَیِّدِهِ، إذا شَهِدَ أَطَاعَهُ، وَإِذَا غَابَ اغْتَابَهُ، وَحَتَّى یَکُونَ أَعَْمَکُمْ فِیهَا عَنَاءً أَحْسَنُکُمْ بِاللّهِ ظَنّاً، فَإِنْ أتَاکُمُ اللهُ بِعَافِیَة فَاقْبِلُوا، وَإِنِ ابْتُلِیتُمْ فَاصْبِرُوا، فَإِنَّ «الْعَاقَبَة لِلْمُتَّقِینَ»».