الشهادة المطلقة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الرابع
القسم الثانیالقسم الأول

استهل(علیه السلام) هذه الخطبة کسائر الخطب بحمد الله والثناء علیه والشهادة له بالوحدانیة، ثم تطرق إلى ذکر صفات الحق سبحانه: «الحمد لله الأول قبل کل أول، والآخر بعد کل آخر».

فالإمام(علیه السلام) انطلق هنا نحو أزلیة الله وأبدیته سبحانه التی تعد من أهم صفاته وتعود الیها سائر الصفات; وذلک لأننا قلنا فی بحث الصفات: أنّ أساس صفاته الجمالیة والجلالیة عدم تناهی ذاته المقدسة من جمیع الجهات، والازلیة والأبدیة هى بیان آخر لعدم محدودیة تلک الذات المقدسة.

ثم خاض(علیه السلام) فی بیان الدلیل أو وضح ذلک بقوله «وبأولیته وجب أن لا أول له، وبآخریته وجب أن لا آخر له».

فالعبارة تشتمل على نقطة لطیفة وهى أنّ أولیته سبحانه وتعالى لیست أولیة زمانیة، بل أولیة ذاتیة وبمعنى الأزلیة، ومن الواضح أنّ الذاتی الذی هو أزلی لیس له من أولیة زمانیة. وکذلک آخریته هى الآخرى ذاتیة، لا زمانیة وبمعنى الأبدیة، وما کان أبدیاً فلاآخر زمانی له.

وقد أورد بعض شرّاح نهج البلاغة احتمالات اُخرى فی تفسیر هذه العبارة لا تنسجم وسائر عبارات الإمام(علیه السلام).

ثم شهد لله بالوحدانیة والعبودیة له على مستوى اللسان والقلب: «وأشهد أن لا إله إلاّ الله شهادة یوافق فیها السر الاعلان، والقلب اللسان».

فالعبارة تفید ان الشهادة المطلوبة التی تشمل تمام وجود الإنسان والکیان والتی ینسجم فیها الظاهر والباطن والقلب واللسان.

فالأعم الأغلب یشهد بالوحدانیة لساناً، بینما یعیش الوثنیة والصنمیة فی قلبه. وکذلک الکثیر ممن یشهد قلباً بهذه الوجدانیة، بینما تخالط الشرک أعمالهم وأفعالهم. فهم یسجدون للمال والمقام ویرکعون أمام الشهوات; بینما قد یرددون صباح مساء على ألسنتهم أو قلوبهم «لا إله إلاّ أنت»، و نعلم أنّ کل هذا من شعب النفاق، ومثل هؤلاء الأفراد بحق فی زمرة المنافقین.

 

القسم الثانیالقسم الأول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma