أوضح الإمام(علیه السلام) بجلاء فی هذه الخطبة صفات العلماء، و من تشبه بهم من علماء السوء، فکان فی مقدمتها عدم معرفة قدر النفس. عدم معرفة قدر النفس ازاء عظمة الله، ولا قدره تجاه المجتمع، ولا قدر نفسه حیال نفسه. ومن لم یعرف قدر نفسه فانّه سیتیه فی أمواج من الجهل والبؤس والحیرة والشقاء، حتى یکله الله إلى نفسه فیضل فی خضم هذه الحیاة; فهو لا یرى سوى النعم المادیة، وعلیه فالدنیا عنده ماء، والآخرة سراب من الهواء. والحلال والحرام والحق والباطل لدیه على حد سواء; وهو ینطلق نحو المال والمقام وکأنّها أوجب الواجبات، بینما یتقاعس عن واجباته وکأنّها من المحرمات.
وقد اوردنا شرحاً مفصلاً بهذا الخصوص فی الخطبة السابعة عشر من المجلد الأول، ولا حاجة للتکرار.