2 ـ الدنیا وآراء الناس

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
3 ـ کیف نبحث عن سعادة الآخرة فی الدنیا؟1 ـ غرور عن بعد ورعب من قرب

الکل یعلم أنّ هذه الدنیا والحیاة فی هذا العالم لا تدوم لأحد، فهم یرون بأم أعینهم مراحل انتقال الطفولة إلى الشباب ومنه إلى الکهولة ثم العالم الآخر تطالعنا صفحات النعی فی الصحف المسائیة کل یوم بالإعلان عن موت بعض الأعزة الذین یثکل بهم الأقرباء والأهل، ولا سیّما فی عصرنا الراهن الذی أصبح فیه الموت والحیاة قریب جدّاً من الإنسان مقارنة الأزمنة الماضیة ومتوسط عمر الإنسان، فقد نسمع بسقوط مفاجیء لطائرة فتتناثر أجساد رکابّها فی الهواء لتقع هنا هناک، والحوادث الاُخرى التی تزید من عدد الوفیات کل یوم وفی مختلف الأماکن، حتى أنّ ضحایا الوسائل النقلیة فی المناطق والمدن لتفوق ضحایا الحروب، وبغض النظر عما سبق فانّ هذه الحیاة القصیرة ملیئة بأنواع المعاناة والألم والمشاق، ویکفی فی ذلک أن نلقی نظرة عابرة على مستشفى لنرى مختلف الأمراض التی یعانی منها الأطفال والشباب والکهول، أو نتطلع أحد السجون ونشاهد عن کثب الأفراد الذین زجت بهم المظالم والشهوات والأخطاء والنزوات فی ذلک المکان، ولکن مع ذلک أغلب الناس یتناسون کل هذه المسائل لیحصلوا على استقرار کاذب مزّیف، والاستقرار الذی یشبه ذلک الذی یشعر به الحیوان الذی یخفی جسده فی الرمال مخافة الصیّاد، والحال یراه الصیاد ویسارع إلى افتراسه.

ومن هنا فانّ الإمام (علیه السلام) یورد وصایاه فی أغلب مواضع نهج البلاغة بهدف التنبیه إلى تلک الغفلة والنسیان الممیت وایقاظ الضمیر البشری الذی یغط فی سبات عمیق، وقد اتبع الإمام مختلف الأسالیب من أجل تحقیق هذا الغرض فتارة یذکر الدنیا على أنّها دار عناء وفناء وغیر وعبر وأخرى یذکر إنزوائها على أنواع الشدائد والمشاکل،کما یتطرق إلى قصر المسافة بین الحیاة والموت، إلى جانب ذلک یلفت الانتباه إلى هذه الحقیقة فی عدم إمکانیة عودة ما یتصرم من ساعات العمر، فی حین یمکن تدارک کافة سائر النعم المادیة، والحق لو تأمل کل إنسان مرّة واحدة فی الاسبوع هذه الخطبة لما عانى من الغفلة قط.

 

3 ـ کیف نبحث عن سعادة الآخرة فی الدنیا؟1 ـ غرور عن بعد ورعب من قرب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma