أشرنا سابقاً إلى إبتلاء الإمام (علیه السلام) بالأصحاب الذین اعتادوا الحیاة المرفهة والدعة والراحة، وقد اعتمدوا مختلف الذارئع للهروب من الجهاد ومقاتلة العدو، وقد سعى الإمام (علیه السلام)جاهداً لتطهیر روحیتهم من هذه الأدران عن طریق الحث والتشجیع تارة واللوم والعتاب والذم تارة أخرى.
وقد أشار فی هذه الخطبة إلى نقاط ضعفهم لیخلصها فی ثلاث هى الاختلاف و التشتت وغیاب العقل والهروب من الواقع، ثم صرّح إثر ذلک: کیف یمکن تطهیر المجتمع من رواسب بنی أمیة وعناصرهم المنافقة المتبقیة من عصر الجاهلیة وإقامة الحق وتسویة العوج، وأنتم بهذه الأحوال.
وکما أراده الإمام (علیه السلام) فی هذه الخطبة قانون کلی دائم یحکم کل عصر ومصر ویصدق فی المشاریع السیاسیة والاجتماعیة والعسکریة، وهى الاُمة المتحدة الواعیة التی تستقبل الحق وتعمل به مهما کان مریراً.