أشار الإمام فی هذا المقطع الأخیر من الخطبة إلى عدّة أمور مهمّة منها:
1 ـ أنّ القرآن الکریم مصدر البصر السمع والنطق، مع ذلک هناک من لم یستثمر ذلک، لأنّهم محجوبون وحجابهم فسادهم والباطنی وتلوثهم وطول أملهم وغرقهم فی حبّ الدنیا، ونعلم أنّ هذه الأمور أهم حجب المعرفة، نعم فالکتب السماویة مهما ملئت الحکمة، ومهما تحلى الأئمّة بالعلم والبلاغة فلا جدوى من ذلک ما لم تکن هناک قابلیة فی القابل، فالشمس ترسل أشعتها على الدوام ولکن ما جدوى هذا الشعاع بالنسبة للأعمى، وکذلک هى الأمطار فی لطافة طبعها لکنه لا ینبت الأزهار فی کل مکان.
2 ـ إنّ حبّ المال والثراء أساس الحروب والمعارک النزاعات ولا یقتصر هذا الأمر على الزمان والماضی، بل تلمسه بوضوح فی کل مکان فی الوقت الحاضر، فالدول الغاشمة تصرّح دون خشیة إننا دخلنا تلک الحرب من أجل حفظ مصالحنا، أو لدینا بعض المصالح فی البلد الفلانی (طبعاً مصالح غیر مشروعة) وعلیه فلابدّ أن یکون لنا تواجد عسکری فیه لنرعى تلک المصالح، والمؤسف أن وجه الدنیا أخذ یتکدر یوماً بعد آخر والحیاة أصبحت فیها عدیمة الأمن، ولیس ذلک سوى ما أورده الإمام (علیه السلام) إذا قال: «وَتَعَادَیْتُمْ فِی کَسْبِ الاَْمْوَالِ».