«إِنَّ هذَا الاَْمْرَ لَمْ یَکُنْ نَصْرُهُ وَلاَ خِذْلاَنُهُ بِکَثْرَة وَلاَ بِقِلَّة. وَهُوَ دِینُ اللّهِ الَّذِی أَظْهَرَهُ، وَجُنْدُهُ الَّذِی أَعَدَّهُ وَأَمَدَّهُ، حَتَّى بَلَغَ مَا بَلَغَ، وَطَلَعَ حَیْثُ طَلَعَ; وَنَحْنُ عَلَى مَوْعُود مِنَ اللّهِ، وَاللّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ، وَنَاصِرٌ جُنْدَهُ. وَمَکَانُ الْقَیِّمِ بِالاَْمْرِ مَکَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ یَجْمَعُهُ وَیَضُمُّهُ: فَإِنِ انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ الْخَرَزُ وَذَهَبَ، ثُمَّ لَمْ یَجْتَمِعْ بِحَذَافِیرِهِ أَبَداً. وَالْعَرَبُ الْیَوْمَ وَإِنْ کَانُوا قَلِیلاً، فَهُمْ کَثِیرُونَ بِالاِْسْلاَمِ، عَزِیزُونَ بِالاِجْتَِماعِ! فَکُنْ قُطْباً، وَاسْتَدِرِ الرَّحَى بِالْعَرَبِ، وَأَصْلِهِمْ دُونَکَ نَارَ الْحَرْبِ، فَإِنَّکَ إِنْ شَخَصْتَ مِنْ هذِهِ الاَْرْضِ انْتَقَضَتْ عَلَیْکَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَأَقْطَارِهَا، حَتَّى یَکُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَکَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَیْکَ مِمَّا بَیْنَ یَدَیْکَ».