1ـ أبشع عصور الإسلام

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
2ـ التاریخ یعید نفسهلا یبقى من القرآن سوى اسمه

لا شک إنّ عصر حکومة بنی اُمیة من أبشع العصور التی شهدتها الاُمة الإسلامیة، ویشترک حکام بنی اُمیة من معاویة حتى أخرهم الذی بعرف بمروان الحمار فی ثلاث خصال هى: الجلافة والقسوة المتناهیة وحبّ الحکومة والذوبان فیها مهما کان الثمن لبلوغها وحسن الثأر والانتقام، ومن هنا فقد ضحوا بکل معانی الحق والعدل والشرف والإنسانیة من أجل حکومتهم المقیتة فارتکبوا من الظلم والجور ما لم یرد مثیله فی التاریخ، وقد أذاقوا دعاة الحق وصحابة رسول الله (صلى الله علیه وآله) الأمرّین بین قتل وتشرید وقطع الرأس ونفی وصلب وحصار فی البیت من أجل تلک الحکومة، وهذا ما أشآر إلیه الإمام (علیه السلام) فی عباراته الأخیرة من هذا القسم من الخطبة، إلاّ أنّ أهم کهف کانت تلوذ به الاُمة الإسلامیة والذی یشکل أکبر عقبة تعترض طریقهم إنّما هو القرآن، القرآن الذی أعلن الحرب ضد الظلمة، والطغاة وهدد دائماً عروش الغاشمین، وکان المعیار لتمییز الحکومة الإسلامیة من الحکومالت الغاصبة والظالمة والکافرة، فما کان من اُولئک الطغاة إلاّ أن وظفوا أشباه العلماء ووعاظ السلاطین ویهدف إزالة تلک العقبة عن طریقهم بتفسیر القرآن حسب أهوائهم، فی أنّ آیاته تشهد بحقانیة اُولئک الغرباء على القرآن والبعیدین عن الحق تبارک وتعالى، کما منعوا من یرون تلاوة القرآن حق تلاوته، وهکذا لم یبق من القرآن سوى اسمه ورسمه فحکم علیه بأن یصبح کالسجین الذی أودع زنزانة إنفرادیة مخیفة لیبعد عن أفکار الناس، وهو الأمر الذی أشار إلیه الإمام (علیه السلام) فی هذه الخطبة.

فقد جاء فی الخبر أنّ معاویة حین قدم المدینة مرّ بمجلس من کبار قریش، فلما رأواه قاموا له خوفاً سوى ابن عباس، فقال له مالک لا تقوم یابن عباس أهى صفین، فقد قتل عثمان مظلوماً (وهذا ما دفعنا للقتال).

فقال ابن عباس: فقد قتل عمر بن الخطاب مظلوماً (لماذا لم تقم لنصرته)، فقال معاویة: إنّ کافراً قتل عمر. قال ابن عباس: فمن هم قتلة عثمان، قال معاویة: المسلمون. قال ابن عباس: فهذه علیک لا لک.

قال معاویة: لقد أمرنا بعدم ذکر فضائل علی وأهل بیته فاحفظ لسانک. قال ابن عباس:، أتمنعنا من قراءة القرآن؟ قال: لا. قال ابن عباس: تمنعنا من تأویله؟ قال معاویة: بلى، لک القراءة دون التأویل، وإن کان ولابدّ فلا تحدث بفضائل أهل البیت.

ثم أمر لابن عباس بمئة ألف درهم (لیمزج الترهیب والترغیب لیتمکن بکل الوسائل من إسکات ابن عباس)(1)، ومن أراد المزید بشأن جنایات بنی اُمیة والتعرف علیهم بدقّة على ضوء القرآن وأخبار العامّة والأعمال التی قاموا بها من أجل مسخ المعارف الإسلامیة وتحریفها فلیراجع المجلد الثالث من هذا الکتاب.


1. بحار الانوار 44/124.

 

2ـ التاریخ یعید نفسهلا یبقى من القرآن سوى اسمه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma