ما أورده الإمام (علیه السلام) فی هذه الخطبة بشأن العصر المظلم للحکومة الاُمویة بأنّ لا یبقى من القرآن إلاّ اسمه لا یقتصر على ذلک الزمان، والمؤسف له أنّ ذلک الأمر قد تکرر فی مختلف النقاط وإن لم یبلغ ما بلغه أبان الحکومة بنی اُمیة، وما زلنا نلمس نماذج ذلک حتى فی عصرنا.
وقد وردت للإمام (علیه السلام) عبارة أشمل فی قصار کلماته بهذا الخصوص إذ قال: «یَأتِی عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا یَبقَى فِیهِن مِنَ القُرآنِ إِلاّ إِسمُهُ وَمِنَ الإسلامِ إلاّ إِسمُهُ وَمَسَاجِدُهُم یَومَئِذ عَامِرَةٌ مِنَ البِنَاءِ خَرابٌ مِنَ الهُدى، سُکَّانُها وَعُمَّارُها شِرُّ أَهلِ الأَرضِ مِنهُم تَجرُجُ الفِتنَةُ وَإِلَیهِم تَأَوى الخَطِیئَةُ».(1)