ما هی العوامل التی تجعل من الخلایا الناتجة عن خلیة واحدة تأخذ أنواعاً متباینة : خلایا غضروفیة ، عظمیة ، عضلیة ، جلدیة ، وغیره ؟ هل هو الرحم الذی قدّر مستقبل هذا الموجود فمنح الخلایا أشکالها کلاًّ فی محله ؟ إن کان له مثل هذا الذهن والقدرة والابداع فمن وهبه هذا الذهن والقدرة والإبداع ؟!یقول العالم المعروف « الکسیس کارایل » فی کتاب « الإنسان ذلک المجهول » : « کأنَّ کل جزء من الجسم على معرفة بالاحتیاجات الحالیة والمستقبلیة لکل الجسم ، وهو یغیر نفسه وفقاً لهذه الإحتیاجات ، للزمان والمکان مفاهیم أخرى عند الأنسجة ، لأنّها ( الأنسجة ) تدرک جیداً البعید کإدراکها للقریب والمستقبل کإدراکها للحال ، فمثلا تصبح الأنسجة اللینة للأعضاء الجنسیة للمرأة فی نهایة فترة الحمل ألین وأکثر قدرة على الاتساع ، وهذا التغیّر یُسهّل عبور الجنین فی الأیام اللاحقة عند الولادة ، وفی نفس الوقت تزداد خلایا الثدی ویکبر هذا العضو بل إنّه یمارس نشاطه وینتج اللبن استعداداً لتغذیة الولید حتى قبل الولادة . .
إنّ وضع وسلوک العضلات على طول فترة نمو الجنین فی رحم الاُم ، یکون وکأنّها تعلم المستقبل مسبق ، فیُراعى انسجام الأعضاء فی لحظتین زمنیتین متفاوتتین أو فی نقطتین مکانیتین مختلفتین » (1) .مهما سمینا هذا الموضوع فانّه لن یتغیر ، لکنه على أیّة حال یخبر بوضوح عن وجود مبدأ کبیر للعلم والقدرة فیما وراءَه .