أستاذ الأزل

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
الهدایة الفطریة و الغریزیة فی العلم المعاصر تمهید

الآیة الأولى من الآیات التی اخترناها فی بحثنا هذا تتناول حوار موسى بن عمران(علیه السلام)مع فرعون، فعندما سأله فرعون وأخاه هارون: من هو ربّکما هذا الذی تدعوان له؟ أجابه فوراً: (رَبُّنا الَّذی أعْطى کُلَّ شَیء خَلْقَه ثُمَّ هَدى).

واضح أنّ کل موجود خلق من أجل هدف، وکل صنف من أصناف النباتات والحیوانات والموجودات سواء کانت طیوراً أو حشرات أو حیوانات أو صحارى أو بحاراً، کلٌ خُلِقَ لبیئة خاصة، ونرى بوضوح أنّ لها انسجاماً کاملا مع بیئتها وقد زوّدت بما تحتاج إلیه، هذا فی المرحلة الابتدائیة من خلقها.

أمّا فی مرحلة الهدایة التکوینیة فنشاهد بجلاء أن لیس هنالک موجود یترک لحاله بعد خلقه بل إنّه یُساق نحو أهدافه بتوجیه خفی، وللکثیر منها علوم ومعارف لم تصلهم بلا شک عن طریق التجربة الشخصیة ولا عن طریق تعلیم المعلم، إنّ هذه الهدایة التکوینیة والعلوم والمعارف من آیات الذات المقدّسة التی خلقت هذا العالم الکبیر وما انفکت تهدیه وتسیّره.

وبالطبع فإنّ هذا الکلام لا یخص الإنسان وحده، بل إنّ مفاد الآیة هو بحث کلی وجامع وعام یشمل أفراد البشر، وهذا أمر یختلف عن هدایة الأنبیاء والرسل المسماة بالهدایة التشریعیة والخاصة بالإنسان.

إنّ الطفل الذی یولد من أمّه یتّجه وبدون أی مقدّمة نحو ثدی الأم بفمه ویمتص عصارة روحها، وتارة یضع یدیه الصغیرتین على الثدی فیحرک منابع اللبن فیه، من این تعلم هذا الدرس الذی یضمن لهُ تغذیته واستمرار حیاته؟

من این یعلم أنّ أفضل سبیل لرفع حاجاته التی لا یستطیع القیام بها هو «البکاء» البکاء الذی یهز الأم فی نومها ویقظتها ویفرض علیها معونته، وکذلک العلوم والمعارف الأخرى التی یستفید منها الإنسان فی مراحل أخرى من دون الحاجة إلى معلم.

یوجد فی آیات أخرى من القرآن ما یشبه هذا المعنى: نقرأ فی قوله تعالى: (وَالَّذى قَدَّرَ فَهَدى). (الأعلى / 3)

وفی الآیة الثانیة من الآیات المخصصة لبحثنا هذا وعند تذکیر الإنسان بنعمه علیه، یقول بعد الإشارة إلى نعم العین واللسان والشفاه: (وَهَدَیْنَاهُ النَّجْدَیْنِ).

«نجد»: فی اللغة بمعنى المکان المرتفع والفلاة، وهی تقابل «التهامة» التی تطلق على الأراضی المنخفضة والواطئة والمساویة لمستوى سطح البحر وما شاکل، وانطلاقاً من أنّ المعرفة بأُسس السعادة وطرقها وسلوک هذه الطریق یشبه إلى حد ما سلوک الطرق المرتفعة بما فیها من مشاق ومشاکل کثیرة، فقد استعملت مفردة «نجد» هنا بمعنى طریق الخیر، ثم جاء الاطلاع على طرق الشر إلى جانبها بعنوان «التغلیب»، وعلیه یکون معنى الآیة هو: «إنّا هدینا الإنسان إلى هذین المکانین المرتفعین»، وهذان المکانان هما طرق الخیر والشر.

لهذا نقرأ فی حدیث عن الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) : « یا أیّها الناس ! هما نجدان : نجد الخیر ونجد الشر ، فما جُعِلَ نجد الشر أحبَّ إلیکم من نجد الخیر » (1).یحصر البعض من ذوی النظر المحدود مفهوم الآیة الواسع فی داخل موضوع محدود ، ویقولون : إنّ المقصود من هذین المکانین المرتفعین هما ثدیا الأُم ! وقد ورد فی الحدیث أن الإمام علی (علیه السلام) سُئِل عن معنى (وهدیناه النجدین) وهل تعنی ثدیی الأم کما یدعی البعض.

إنّ الهدایة الإلهیّة فی هذا المجال تحصل طبعاً عن طرق مختلفة ، عن طریق الوجدان الأخلاقی ، الفطرة ، الدلائل العقلیة ، وتعالیم الرسل ( أی أنّها تشمل أنواع الهدایة التکوینیة والتشریعیة ) ، لکن سیاق الآیات یناسب الهدایة التکوینیة أکثر .

وفی الآیة الثالثة بعد القسم بروحِ الإنسان ، وخالق الروح ، یشیرُ إلى مسألة الهامِ الفجورِ والتقوى ویقول : إنَّ الله تبارک وتعالى ألْهَمَ نَفْسَ الإنسانِ الفجور والتقوى: ( فَأَلْهَمَها فُجُوْرَهَا وَتَقْوَاهَ ) ، و«الالهام» مِنْ مادة ( لَهْمْ ) على وزن ( فَهْمْ ) أی ( ابتلاع ) أو ( شرب ) الشیء (2).ثم جاءت بمعنى القاء الأمر فی قلب الإنسان من قبل الباری تعالى ، فکأنّما یلتهمُ القلبُ ذلک الأمرَ بتمامه ، وللالهام معنىً آخر أیضاً وهو « الوحی » ، حیث استُخدِمَ أیضاً بهذا المعنى أحیان .وتعنی «الفجور» خرقَ حجابِ التقوى ، وارتکاب الذنوب ، وهی من مادة « فَجْر » التی تعنی الانشقاق الواسع ، أو انکشاف ظلمة اللیل بواسطة بیاض الصبح .و«التقوى»: من مادة « الوقایة » ، وتعنی ( الصیانة ) ، والمقصود هنا الأسالیب التی تمنع الإنسان من التلوث بالذنوب والقبائح .من هنا یُفهمُ بوضوح من هذه الآیةِ أنّ الله تبارک وتعالى قد أوْدَعَ مسألةَ إدراکِ الحُسْنِ والقُبحِ العقلیین وفَهْمِ الحَسَنِ والسیء بشکل فطریٍّ داخل روح الإنسان کی یهدیه الطریق نحو السعادة والتکامل .وورد فی حدیث للإمام الصادق (علیه السلام) فی تفسیر هذه الآیة أنّه قال : « بیَّنَ لها ما تأتی وما تترک » (3)، فالمقصود هو أنَّ الله بیَّنَ للإنسان ما یجب فِعْلُهُ وما یجب تَرکُه أو بتعبیر آخر علَّمَهُ ( الواجبات ، والمحرمات ) .وحول السبب فی تقدُّم «الفجور» على «التقوى» ؟ یقول بعض المفسِّرین : لأنَّ « التَّطهرَ من الذنوب » یُمثلُ الأرضیةَ لـ « التحلی بالتقوى » ، باعتبار أنّ ( التخلیة ) تکون قبل ( التحلیة ) ، و( التطهیر ) قبل « اعادة البناء » دائم (4).

على أیّةِ حال ، فلو لم یکن إدراکُ حُسْنِ وقُبحِ الأفعالِ فطریاً بالنسبة للإنسان ، أی لو کانت هناک حاجة للاستدلال من أجل فَهمِ قُبحِ الظلم وحُسنِ العدل والاحسان والأعمال الاُخرى فمن المسلَّم إنّه سیختلُ نظام المجتمع البشری ، لأنَّ الکثیر من الاختلافات العقائدیة تنشأ عن الاستدلالات النظریة ، حیثُ لا یوجد أساسٌ وجدانیٌ متین لهذا المعنى ، فیمنحُ کلُّ شخص لنفسهِ حریةَ القیام بأیِّ عمل .أجَلْ إنَّ هذه الهدایةَ الالهیةَ فی الحیاة الاجتماعیة للإنسان مصیریةٌ إلى أبعدِ الحدود ، وهذه النعمةُ وهذه الهدایةُ مهمّةٌ إلى الحدِّ الذی لا یمکن قیاسُها بسائر النِّعم الاُخرى .

وفی الآیة الرابعةِ طُرحت مسألةُ فطریة الدین ، وهو ( الدین الحنیف ) أی الخالی من کل أشکال الهوى والاتجاه نحو الباطل والانحراف ، والطاهر من کافة أشکال الشرک والتلوث : ( فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّیْنِ حَنِیْفَاً فِطْرَتَ اللهِ الَتى فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَ ) .والاستفادة من تعبیر «الدِّین» نظراً لسعة مفهومهِ ، حیث یشمل جمیعَ اُصول الدین ، والحد الأدنى من مجموع فروع الدین ، بأنّه لیس معرفة الله والتوحید فقط ، وإنّما اُصول وفروع الدین کافة اودعَتْ منذ البدایة فی روحِ الإنسان بنحو اجمالیٍّ وبصورة فطریة ، وهذه هی « الهدایةُ التکوینیة » التی یُمکنُ أن تُوجِدَ أکثر الآثار جاذبیة لدى الإنسان فیما لو تناغمت مع « الهدایة التشریعیة » للأنبیاء (علیهم السلام) .بناءً على ذلک فانَّ أصلَ کلِّ دعوة موجودة فی الشریعةِ له وجود فی أعماق فطرةِ الإنسان ، ولا یعارضُ أیُّ دین الإرادات الفطریة للإنسان ، بل یرشدُها وَیکْملها من خلال الطریق المشروع ، ولهذا فانَّ التعبُّدَ والتَّدَیُنَ موجودان داخل روحِ الإنسان بصفتهما هدایةً تکوینیة ، وإذا ما حصلَ انحرافٌ ما فانَّهُ طارىءٌ ، لهذا فانَّ دور الأنبیاء (علیهم السلام) هو ازالةُ هذه الانحرافات الطارئة کی تحصلَ إمکانیة تَفَتُح الفطرةِ الحقیقیة .وهنا نکتفی بهذا المقدار حیث سنتکلَّمُ مفصلا بخصوص هذه الآیة فی بحث التوحید الفطری فی المجلَّد الثالث إن شاء الله .

وقد تحدثت الآیة الخامسة عن التعلیم الإلهی بواسطة القلم ثم أشارت بشکل عام إلى تعلیم الإنسان للمسائل التی یَجهلُها إذ یقول تعالى : ( الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الانْسَانَ مَالَمْ یَعْلَمْ ) .قد یکون التعلیم الإلهی بواسطة القلم إشارة إلى القراءة والکتابة التی حدثت لأول مرّة على أیدی الا نبیاء (علیهم السلام) (5)، أو لأنَّ الله تبارکَ وتعالى قد أوْجَدَ هذا الذوق والقابلیة لدى الإنسان هدایةً فطریة حیثُ اْبتُدِعَ بعد اتضاحِ القراءةِ والکتابةِ ، فبدأت مرحلة ما بعد التاریخ مع إیجاد الخط ( حیث نعلمُ أنّ الفاصل الزمنی بین مرحلتی ما قبل التاریخ وما بعد التاریخ هی مسألة اکتشاف الخط ) .

على أیّةِ حال ، فقد حصلَ التعلیمُ بالقلم عن طریق الهدایةِ الإلهیّة .ویُمکن أن تکون جملةُ ( عَلَّمَ الانْسَانَ مَالَمْ یَعلَمْ ) إشارة إلى العلوم الفطریة المختلفة
التی أودَعَها الله تعالى فکر الإنسان ، المتضمنة لإدراک القُبحِ والحُسْن ، والفجور والتقوى وکذلک القضایا البدیهیة التی تکون أساساً للقضایا النظریة فی العلوم الاستدلالیة ، والاطّلاع على قواعد الدین واصول الأحکام الإلهیّة أیض .

وفی الآیة السادسة بَعْدَ أن یَنسِبَ تعلیمَ القرآن إلى الله الذی هو مصدرُ جمیع الرحمات والکرامات ، یتحدثُ عن خلقِ الإنسان ویقول : ( خَلَقَ الانْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَیانَ ) .ولـ «الْبَیان»: مفهومٌ عامٌ حیثُ یُطلقُ على کلِّ شیء موضِّح کأنواع الاستدلالات العقلیة ، والمنطقیة التی تُبینُ المسائلَ المعقدَّة ، أو الخط والکتابة ، أو الکلام الذی یعد من ابرز مصادیقه .وقد اعطى المفسرون احتمالات کثیرة فی تفسیر «البیان» ، فقد اعتبرها فریق منهم بمعنى بیانُ الخیر والشَّر ، وفریق آخر بمعنى بیانُ الحلال والحرام ، وثالث اعتبرها بمعنى الاسم الأعظم ، ورابع بمعنى تعلیم اللغة (6) .لکن من الواضح أنّ ظاهر ( البیان ) هو التکلُّم ، وتبدو بقیة الاحتمالات ضعیفة (7) .وهنا کیف علَّمَ الله تعالى الإنسان التکلُّمَ ؟ قال بعض المفسرین : إنَّ الله هو الذی « وَضَعَ اللغات » ثم علَّم الأنبیاء (علیهم السلام) عن طریق الوحی ، لکن یبدو أنّه لیس هناکَ دلیلٌ واضحٌ لهذا الرأی ، إنّما المقصود هو الالهام الباطنی من قبل الله تعالى للإنسان ، حیث استطاع من خلال ایجاد الصوت عن طریق الحنجرة ، ثم إیجاد الحروف عن طریق حرکة اللسان والاعتماد على مخارج الحروف ، ثم ترکیبها مع بعضها وإیجاد الکلمات ، ثم تسمیة الأشیاء والمفاهیم المختلفة ، بحیث یعکس مقاصدهُ الباطنیة والمفاهیم المادیة والمعنویة ، الجزئیة والکلیة ، المستقلة وغیر المستقلة کافة عن هذا الطریق السهل الذی هو فی متناول أیدی الجمیع ، والحقیقة أنّه لو لم تکن هذه الهِبَةُ الالهیةُ الخلاّقة ولم یعرف الإنسان التکلُّمَ لَما وُجِدَتِ الحضارة ، ولَما ارتقى العلمُ إلى هذا الحد ، ولَما تمکَّنَ الإنسانُ من بناء قواعد حیاتهِ على أساسِ التعاون الجماعی ، لأنَّ التعاونَ فرعٌ من علاقة التقارب مع الآخرین .وورد فی تفسیر المیزان أنّ من أقوى الأدلة على أنَّ اهتداء الإنسان إلى « البیان » قد تم بالهام الهیٍّ ، هو اختلافُ اللغات باختلاف الاُمم والطوائف فی الخصائص الروحیة والاخلاقیة والنفسانیة وبحسب اختلاف المناطق الطبیعیة التی یعیشون فیه (8).وقد قدَّرَ بعض المحققین عدد اللغات الموجودة فی العالم بـ « ثلاثة آلاف لغة » ، وقال بعضهم أنّ العدد یفوق ذلک (9) .وهذا الاختلاف عجیبٌ حق ، وهو من براهین قدرةِ وعظمةِ الله تبارک وتعالى .

فأَصلُ التکلم مِن آیات الله العظیمة ، وهذا التنوع فی اللغات آیةٌ عظیمةٌ اُخرى ، وکلاهما یعتبر من خصائص خلقةِ البشر .من الممکن أن تنطقَ بعضُ الطیور عن طریق التعلیم المتکرر عبارات جذابة ، ولکن ممّا لا شک فیه ـ أنّ عَمَلَها لیس إلاّ تقلید لالفاظ محدودة صادرة عن الإنسان من غیر ادراک لمفاهیم هذه الالفاظ ، فالانسانُ وحدهُ الذی یستطیع بنحو غیر محدود وبادراک تام ـ أن یکوِّنَ جُمَلا ویصب فیها مفاهیم مختلفةً ویعّبر عنه .وفی ( توحید المفضل ) ، یلفتُ الإمام الصادق (علیه السلام)النظر إلى هذه الآیة العظیمة ، حیث یقول (علیه السلام) للمفضل : « ... اَطِلَ الفکر یا مفضل فی الصوت والکلام وتهیئة آلاته فی الإنسان ، فالحنجرة کألانبوبة لخروج الصوت ، واللسان والشفتان والاسنان لصیاغة الحروف والنغم ، الم تر أن من سقطت أسنانه لم یقم السین ، ومن سقطت شفته لم یصحح الفاء ، ومن ثقل لسانه لم یفصح الراء ، وأشبه شیء بذلک المزمار الأحمر .... » (10) .ثم یشرحُ الإمام (علیه السلام) تفاصیلَ ذلک للمفضل ویدعوه إلى التفحص بهذا الأمر .

وفی الآیة السابعة والأخیرة من بحثن ، یخاطبُ تعالى الرسولَ (صلى الله علیه وآله) ویأمُرُهُ : ( فَذَکِّرْ إِنَّمَا أنْتَ مُذَکِّر ) ، فقد یکون المقصود من « التذکیر » إشارة إلى أن حقائق هذه العلوم والمعارف وخلاصتها موجودة فی وجدان وروح الإنسان طبقاً للهدایة الإلهیّة ، ثمَّ تتفتحُ هذه العلوم
فی ظل تعالیم الأنبیاء والرُسل ((علیهم السلام)) ، حیث تخرج من مرحلة « الخفاء » إلى مرحلة « الظهور » ، ومن « الاجمال » إلى « التفصیل » ومن « الباطن » إلى « الظاهر » .وقد وردت هذه الآیة أربعُ مرات فی القرآن الکریم فی سورة القمر عند بیانِ وقائعِ قومِ « فرعون » و« عاد » و« ثمود » و« لوط » حیث یقول تعالى : ( وَلَقَدْ یَسَّرْنَا الْقُرآنَ لِلذَّکْرِ فَهَلْ مِنْ مُّدَّکِر ) .(القمر / 17 ، 22 ، 32 ، 40 )

وهذا الکلامُ معروفٌ أیضاً عن بعض الفلاسفة الیونانیین ، حیث یقولون : « لیست العلومُ والمعارف إلاّ التذکیر ، ولقد اُودِعت جمیعُ القواعد العلمیة روح الإنسان دون استثناء ، وقد نَسِیَها الإنسانُ إلاّ أنّها تعود إلى الذاکرة بمساعدة المعلمین » .یقول الفخر الرازی فی تفسیره : « لو قال قائلٌ : هذا یقتضی وجودَ أمر سابق فنسیَ ، ونقول : ما فی الفطرة من الانقیاد للحقِّ هو کالمنسی فهل من مدَّکر یرجع إلى ما فُطِرَ علیه » (11) .على أیّةِ حال ، فإنّ جمیع هذه الآیات دلیلٌ حیٌ على الهدایة الإلهیّة الفطریة للإنسان .


1. تفسیر نور الثقلین ، ج 5، ص 581 ; و تفسیر مجمع البیان; وتفسیر القرطبی ، وقد روی نفس هذا المعنى عن الإمام الصادق(علیه السلام) تعقیباً على الآیات المنظورة .
2. لسان العرب مادة ( لَهمْ ) بناءً على ذلک فحینما تستعمل هذه المادة فی باب الافعال تفید « الابتلاع والشرب » وقال بعض إنّها تستخدم فی امور الخیر فقط ، وإنّ المراد من الهام الفجور فی الآیة هو صده عن الخیر أیض .
3. تفسیر نور الثقلین، ج 5، ص 586، ج 7 .
4. تفسیر روح المعانی، ج 30، ص 143 .
5. نقل عدةٌ من المفسرین أنّ آدم (علیه السلام) کان أول من کتب بواسطة القلم ( تفسیر القرطبی، ج 10، ص 7210; وتفسیر روح البیان، ج 10 ص 473 ) .
6. تفسیر القرطبی، ج 9، ص 6322، و تفسیر روح المعانی، ج 27، ص 86 .
7. إذا فُسِّرت ( البیان ) فی بعض الروایات على أنّها الاسم الأعظم فهو من باب ذکر المصداق الواضح .
8. تفسیر المیزان، ج 19، ص 107 .
9. دائرة المعارف «فرید وجدی»، ج 8، ص 364 .
10. بحار الأنوار، ج 3، ص 71 .
11. تفسیر الکبیر، ج 29، ص 42 .

 

الهدایة الفطریة و الغریزیة فی العلم المعاصر تمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma