1 ـ تکوین الریاح وفوائدها

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
2 ـ أسرار تکوین الغیوم وهطول الأمطارظاهرة الریح والأمطار والأسرار الکامنة فیه

إنَّ مصدرَ حصول الریح هو الاختلاف فی درجة الحرارة بین منطقتین مختلفتین من الأرض ، ویمکن تجربة هذا أثناء فصل الشتاء حیث یکون هواء الغرفة حاراً وفی خارجها بارد ، فلو وضعنا شمعتی إضاءة عند طرفی الباب العلوی والسفلی وفتحنا الباب قلیلا سیتضح هذا الأمر جیداً إذ إنَّ الهواء البارد وبسبب ثقله یدخلُ من الاسفل والهواء الحار یخرج من الأعلى لخفّته فیحرک شعلةَ الشمعة باتجاهه ( إنَّ الهواء الحار یکون ممدداً وخفیفاً والهواء البارد مضغوطاً ثقیلا، )ولو لم تکن هذه الصفة وتتوقف الریاح عن الحرکة فایُّ بلاء عظیم سینزل على الإنسان ؟! ) .کما نعرفُ أیضاً أنّ للکرة الأرضیة ثلاث مناطق ، فالمنطقة الباردة ( الأطراف القطبیة ) ، والحارّة جدّاً ( المناطق الاستوائیة ) ، والمعتدلة ( المناطق التی تتوسط هاتین المنطقتین ) .وهذا الاختلاف فی درجات الحرارة على الأرض یکون سبباً فی انتقال الهواء من جهة إلى اُخرى وأهمّه الریاح التی تُسمى « الریاح القطبیة » ( وهی الریاح التی تهبُّ من القطب نحو المنطقة الاستوائیة ولأنّها تکونُ باردةً فهی تسیر بالقرب من سطح الأرض ) ، والریاح « الاستوائیة » ( وهی الریاح التی تهبُّ من المنطقة الاستوائیة نحو القطب وبما أنّها تکون حارَّة فهی تتحرک فی طبقات الجو العلی ) (1) .فضلا عن أنّ ماء المحیطات لا یکون حاراً کحرارة السواحل أثناء شروق الشمس ، إضافة إلى أنّ ماء البحر یفقد حرارته لیلا اسرعُ ممّا یفقده الساحل ، فهذا الاختلاف فی درجات الحرارة بین ماء البحر والساحل یتسبب أیضاً فی هبوب الریاح باستمرار من البِّر إلى البحر ومن البحر إلى البِّر أیض .وإضافة إلى کل هذا فانَّ کرویة الأرض تؤدّی إلى أن تقع بعضُ المناطق فی مواجهة الشمس مباشرة ( أثناء الظهر ) ، وأن تَشِّعَ الشمسُ على المناطق الاُخرى بشکل مائل ( أثناء الشروق والغروب ) ، فهذا الاختلاف فی درجات الحرارة أحد أسباب حصول الریاح فی مختلف المناطق أیضاً ( وکذلک هناک عوامل معقّدة اُخرى ) .وتتظافر هذه الأسباب فی تحریک الریاح فی سائر انحاء الکرة الأرضیة وتتزامن معها الفوائد الجمَّة التالیة التی تمَّت الإشارة إلیها فی الآیات السابقة :1 ـ للریاح نصیبٌ مهمٌ فی تکوین الغیوم بسبب هبوبها على المحیطات .2 ـ إنّ الریاحَ تصطحبُ معها الغیوم إلى المناطق الجافة والیابسة ولولاها لاحترقَ جانبٌ کبیر من الکرة الأرضیة بسبب الجفاف .3 ـ إنّ الریاحَ تلطِّفُ الجوَّ وتجلبُ الاوکسجین الضروری من المناطق البعیدة .4 ـ إنّ الریاحَ تأخذ معها التلوث حیث تساعد فی تنقیة الجو عن هذا الطریق .5 ـ إنّ الریاحَ تُقللُ من شدّة حرارة الشمس على أوراق النباتات ، وتمنع احتراقها بهذه الأشعة ، وبصورة عامة فانّها وسیلةٌ مهمةٌ لاعتدال الجو فی بقاع الأرض .

6 ـ إنّ الریاح ـ وکما قلنا فی تفسیر الآیات ـ تعصُر الغیوم وتُعدُّها لإنزالِ المطر .7 ـ إنّ الریاح تسوقُ الغیوم نحو طبقات الجو العلی ، وبسبب البرودة وفقدان قدرة تحمل الاشباع تتحول إلى قطرات مطر تهبُ الحیاة .8 ـ إنّ الریاح تُحرِّک السفن الشراعیة فی المحیطات ، کما أنّها تُعتبر أحد المصادر المهمّة للطاقة .9 ـ تُستخدم الریاح لتشغیل الطاحونات الهوائیة .10 ـ إنّ الریاح تُعتبرُ وسیلة مهمة جدّاً للمزارعین فی تصفیة الحنطة وغیرها وعزلها عن التبن .11 ـ إنّ الریاح تعملُ على تحریک میاه البحر فتحصل الأمواج وهذه الأمواج تؤدّی بدورها إلى اختلاط الهواء مع الماء ، فیکون أساساً لحیاة الموجودات فی البحر ، ولولا الریاح والأمواج لتبدَّل البحر إلى مستنقع آسن لا حیاة فیه .12 ـ وختاماً فانَّ الریاح تساهم فی تلقیح النباتات ، إذ تحمل حبوب اللقاح إلى الأجزاء الانثویة ، ولو تقاعست عاماً واحداً لتناقصت کمیة الفاکهة المنتجة لدین !هذا جانبٌ من برکات هبوب الریاح الذی توصَّلَ إلیه العلمُ البشری حتى الآن ومن المسلَّم به أنّ برکاتها لا تنحصر بما قلناه ، وینبغی الانتظار حتى یرفعَ العلمُ الحجابَ عن

أسرار جدیدة ، ولکن کُلا من الاُمور المذکورة أعلاه یکفی لوحده أن یبرهنَ لنا على علم وقدرة الخالق جلَّ وعل ، ناهیک عن مجموعه ، فکم هو رحیم ورؤوف ذلک الإله الذی یُکُنُّ لعباده کلَّ هذا العطف والمحبّة ، وکَمْ ملیئة ب ( البرکة ) تلک « الحرکة » التی تترک کل هذه الآثار الایجابیة المهمّة أثناء هبوب ذرات الهواء ؟ .


1. اعجاز القرآن فی نظر العلوم المعاصرة، ص 65 .

 

2 ـ أسرار تکوین الغیوم وهطول الأمطارظاهرة الریح والأمطار والأسرار الکامنة فیه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma