3 ـ الطیور فی خدمة الإنسان والبیئة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثانی)
4 ـ دروس التوحید فی وجود الطیور.2 ـ « عجائب الطیور » و« الطیور العجیبة »

یقول أحد العلماء : إنَّ شقاءَ وقسوة الإنسان ، وغفلته وجهله لا عدّ ولا حدود له ، فیجب أن یعلَم أنَّ قتلَ الطیور یکلفه خسارةً فادحةً، ویحرمُهُ عون ونصرة أعزِّ وأغلى الاصدقاء والرفاق فی صراعه مع الحشرات الضارة .فللإنسان طریقتان فی مکافحته للحشرات الضارة: إحداهما الاُسلوب البدائی وهو عبارة عن إبادة الیرقات فی البساتین والمزارع وقتلها، والقضاء على الجراد وحشرة المنّ ، عن طریق السموم ، والاُخرى الصراع العلمی عن طریق « البیولوجی » بواسطة الفایروسات والطفیلیات الخاصة التی یتم تکثیرها لهذا الغرض .إلاّ أنّه یدفعُ ثمناً غالیاً فی هذین الاُسلوبین من الصراع ویتحملَ المتاعب والمشقة ، بینما لو ترک الطیور سالمةً ، وقام بتکثیر الطیور التی تقتل الحشرات کالبوم ، وبعض الطیور التی تتغذى على الحشرات فستکون المکافحة أسهل وافضل ( وارخص ) .یقول عالمٌ یُدعى « میشیل » : « لولا وجود الطیور ستصبح الأرض فریسةً للحشرات » ، ویکتبُ آخرُ یُسمى « فابر » فی تأییده : « لولا وجود الطیور سیقضی القحط على البشر » ! .وتحدِّثنا الاحصاءات ، بأنْ لو حصلنا على حسابات دقیقة نسبیاً عن معدل الیرقات والحشرات التی تستهلکها الطیور الصغیرة سنویاً فی طعامها وطعام فراخها فستتضح هذه المسألة کثیر .فهنالک طیرٌ صغیرٌ یُدعى « رواتوله » یأکل سنویاً « ثلاثة ملایین » من هذه الحشرات المهاجمة ! وهناک نوع من الطیور یُسمى « الطائر الازرق » یأکل سنویاً « ستة ملایین ونصف الملیون » من الحشرات ، ویستهلک « أربعاً وعشرین ملیون » لاطعام فراخه التی لا تقل عادةً عن اثنی عشر أو ستة عشر فرخ ...والسنونو تطوی یومیاً أکثر من ستمائة کیلو متر وتأکل « الملایین » من الذباب ، وهناک طیرٌ یُدعى « تروغلودیت » یتغذى على « تسعة ملایین » حشرة منذ أن یخرج من البیضة وحتى طیرانه من العش ! وغالباً ما یعتبر الناس أنَّ الغراب الاسود مضرٌ ، ولکن لو ذبحتم أحد الغربان وتفحصتم حوصلته تجدونه ملیئاً بنوع من الدیدان البیضاء (1) .هذا جانبٌ من خدمات الطیور للمزارعین والبیئة ، فافرضوا الآن لو أنّها تأخذُ نصیباً من محاصیلنا الغذائیة الذی لا یساوی واحداً بالالف ممّا تستحقه من هدیة ! فهل یؤدّی بنا هذا إلى اعتبارها حیوانات ضارةً ومؤذیة ؟فَمَنْ أَوْدَعَ هذا التکلیف لدى هذه الطیور بأن تتکفَّل بدور مهم بموازنة القوى فی عالم الحیوانات والحشرات التی لها فوائدها أیض .


1. نظرةٌ إلى الطبیعةِ وأسرارها، ص 195 ـ ص 197 « مع الاختصار » .

 

4 ـ دروس التوحید فی وجود الطیور.2 ـ « عجائب الطیور » و« الطیور العجیبة »
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma