إنَّ ترکیب النحل ذاته ذو قصة طویلة ومدهشة وعیونها بالذات اکثرُ عجباً إذ یقول العلماء : تتألف عیون النحل من الفین وخمسمائة طبقة صغیرة ! تُشکِّل مع بعضها زاویة من 23 درجة ، وهذه العیون قادرةٌ على تعیین موقع الشمس فیما إذا حجبتها الغیوم ، عن طریق الأشعة فوق البنفسجیة التی تؤثر فیه .
لغة النحل وتشاورها مع بعضها تعد من الحقائق العلمیة التی تم اکتشافها فی السنوات الأخیرة أیض(1) .إنَّ النحلَ لا یرى الأزهار الملّونة بشکلها ولونها الذی نراه ، بل إنّه یرى بواسطة الاشعة فوق البنفسجیة ، وهذا النور یضاعف فی جمال الأزهار فیجذبها نحوه (2) .وللأسف فانَّ طبیعة البحث لا تسمح لنا بمزید من الکلام فی هذا المضمار ، ولکن یجب القول بأنّه کلَّما سَمعنا عن هذه الحشرة ونشاطاتها التی أشار إلیها القرآن الکریم تتکشفُ لنا أسرارٌ جدیدة عن قدرة الإله العظیم خالقِ کلِّ هذه العجائب .و« مسک الختام » نُیممُ باسماعنا وقلوبنا صوب کلام الإمام الصادق (علیه السلام) حیث یقول فی توحید « المفضّل » :
« انظر إلى النحل واحتشاده فی صنعة العسل ، وتهیئة البیوت المسدسة وما ترى فی ذلک اجتماعه من دقائق الفطنة فانک إذا تأملت العمل رأیته عجیباً لطیفاً وإذا رأیت المعمول وجدته عظیماً شریفا موقعه من الناس ، وإذا رجعت إلى الفاعل الفیته غبیاً جاهلا بنفسه فضلا عما سوى ذلک ، ففی هذا أوضح الدلالة على أنّ الصواب والحکمة فی هذه الصنعة لیس للنحل بل هی للذی طبعه علیها وسّخره فیها لمصلحة الناس ...» (3) .