2 ـ الحقیقة اللامتناهیة واحدة قطعاً

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
3 ـ دلیل صرف الوجود فی الأحادیث الإسلامیة1 ـ إنّه حقیقة لا متناهیة

ثبت فی البحث السابق أنّ الله عزّ وجلّ وجود غیر محدود وغیر متناه، وهنا نقول: أنّ مثل هذه الحقیقة تأبى الإثنینیة ولا تکون إلاّ واحدة لما قلنا مراراً أنّه لا یمکن تصوّر شیئین غیر محدودین أبداً، حیث تقترن الإثنینیة بالمحدودیة دائماً وهذا أمر واضح لأنّ تصوّر الوجودین ممکن حینما یکون کلّ وجود منفصلا عن الآخر، فکلّ واحد ینتهی عند الوصول إلى الثانی ویبدأ الآخر.

واختبار هذا الأمر یسیر، تصوّر على سبیل المثال ضوءاً غیر مقیّد أو مشروط بزمان أو مکان أو سعة أو مصدر وغیر محدود من أیّة جهة، فهل یمکنک أن تتصوّر ضوءاً ثانیاً مثیلا له؟! فبالتأکید سیکون الجواب: کلاّ، لأنَّ کلّ ما تتصوّره هو الأوّل إلاّ أن تضیف إلیه شرطاً أو قیداً وتقول: الضوء هنا أو هناک من هذا المصدر أو ذاک.

وبعبارة اُخرى عندما نقول: یوجد ضوءان فی الخارج فإنّه إمّا بملاحظة زمانیهما أو مکانیهما أو مصدریهما أو شدّة نوریهما، ولو تجرّدا من کلّ قید أو شرط فإنّهما سیکونان واحداً قطعاً (فتأمّل جیّداً).

ولعلّ الآیة الکریمة التی تقول: (وَمَنْ یَدْعُ مَعَ اللهِ اِلَهاً آخَرَ لاَ بُرهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّه لاَ یُفلِحُ الکَافِرُونَ). (المؤمنون / 117)

تشیر إلى هذا المعنى حیث لا یمکن الاستدلال على وجود ندٍّ لله سبحانه أبداً، فکیف یمکن الاستدلال على أمر لا یمکن تصوّره؟

 

3 ـ دلیل صرف الوجود فی الأحادیث الإسلامیة1 ـ إنّه حقیقة لا متناهیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma