1 ـ لا تشبیهٌ ولا تعطیل

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
2 ـ لم لایصل العقل إلى کُنه ذاته وصفاته؟نتیجة البحث

لقد سلکت کلّ جماعة طریقاً خاصّاً فی البحث حول صفات الله الذی یُعَدُّ من أعقد وأصعب مباحث معرفة الله فوقعوا فی ورطة الافراط والتفریط .

فالبعض قد غاصوا فی دوّامة التعطیل إلى درجة أنّهم قالو : إننا لا نفهم شیئا من صفات الله تعالى سوى تلک المفاهیم السلبیة ، فمثلاً عندما نقول بأنّ الله عالمٌ فإننا نفهم من ذلک نفی الجهل عنه ، وعندما نقول بأنّه قادر فإننان نفهم منه نزاهته عن العجز ، أمّا ماهیّة علم الله وقدرته فإننا لا نفهم عنها شیئاً على الاطلاق ، وهذه العقیدة تُدعى بعقیدة التعطیل (أی تعطیل معرفة الصفات) .

ومن جهة اُخرى فقد غار آخرون فی دوّامة التشبیه لدرجة بحیث لم یکتفوا فقط بوصف الله تعالى بصفات الماهیّات الممکنة فقط ، بل جسّموه وذکروا له یداً ورجلاً ووجهاً وما شاکل ذلک ، فقد أوجدوا فی مخیّلتهم إلهاً کالإنسان بالضبط بجمیع صفاته الظاهریّة والباطنیة ، إلهاً یمکن رؤیته ومشاهدته ، وله مکان محدود وتعترضه حالات مختلفة! وبهذا فقد تورّطوا بأتعس أنواع الشرک .

ومن أجلِ أن نعلم إلى أیَّة درجة سقطت هذه الجماعة فی هاویة الکفر والشرک ، یکفی أن نسمع المقالة المعروفة للمحقق الدوّانی بخصوص المشبّهة ، حیث قال :

«اعتقد جماعة منهم بأنّ لله جسماً حقّ ، وهؤلاء بذاتهم ینقسمون إلى عدّة فئات ، فئة تقول : إنّ جسمه مرکّبٌ من لحم ودم ، وقالت فئة : بأنّه ـ تعالى ـ نور لامع کسبیکة الفضة البیضاء ! وطول قامته سبعة أشبار من أشباره ! .

وقالت جماعة اُخرى : بأنّه یشبه الإنسان ، وهم ینقسمون إلى عدّة فئات ، فئة اعتقدت بأنّه فتىً فی ریعان شبابه لم ینبت الشعر فی وجهه بعد ، وشعر رأسه مجعّدٌ قصیر : والفئة الاُخرى اعتقدت بأنّه رجلٌ کهلٌ ذو لحیة بیضاء سوداء وغیرها من قبیل هذه الخرافات» (1) .

وممّا یُفهم من الآیات القرآنیة ، فإنّ کلا المعتقدین ـ التعطیل والتشبیه ـ باطلان ، لأنّ القرآن دعا الناس إلى معرفة الله من جهة ، وعرّف ذاته وصفاته المقدّسة فی العدید من الآیات الشریفة ممّا یدلّ على إمکانیة معرفة الله الإجمالیة وبطلان معُتقد التعطیل .

ومن جهة اُخرى فقد نزّه القرآن الذات المقدّسة من أی شبیه ومثل ونظیر وکُفء ، ممّا یدلّ على بطلان مُعتقد التشبیه.

وعلیه فالحق هو ذلک الطریق الدقیق الواقع بین هذین الأثنین . والذی یقول : بأنّ معرفة الله الإجمالیّة لیست ممکنة فقط بل لازمة أیض ، أمّا معرفة الله التفصیلیّة ، أی التوصل إلى حقیقة وکنه الصفات والذات الإلهیّة المقدّسة ، والاحاطة العلمیّة به ، فهی غیر ممکنة .


1. بحار الانوار، ج 3 ، ص 289 .

 

2 ـ لم لایصل العقل إلى کُنه ذاته وصفاته؟نتیجة البحث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma