1 ـ ماهی حقیقة الأسماء الحسنى؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
2 ـ عدد الأسماء الحسنى وتفسیره أسماء الله الخاصّة

وکما أشرنا سابقاًإلى أنّ جمیع أسماء الله حسنى ، لذا فإنّ هذا التعبیر یشمل جمیع الأسماء الإلهیّة ، وکما ورد فی سبب نزول الآیة الثانیة من بحثنا هذا (الآیة 110 من سورة الإسراء) ، فقد نُقِلَ بأنّها نزلت عندما سمع المشرکون رسول الله یقول : یا الله یارحمن ! فقالوا باستهزاء : إنّه ینهانا عن عبادة معبودین لکنّه انتخب لنفسه معبوداً آخر ... فنزلت هذه الآیة فی تلک اللحظة ودحضت ظن التعدد هذ ، وقالت : بأنّ هذه أسماءٌ حسنى مختلفة تُشیر بأجمعها إلى الذات الإلهیّة المقدّسة الواحدة .

لذا فإنّ هذه الأسماء بأجمعها تعبیرات مختلفة تحکی عن الکمالات اللامتناهیة لتلک الذات المقدّسة الواحدة وقد عبّر عنها الشاعر بقوله :

عِبَاراتُنَا شَتّى وَحُسنُکَ وَاحِدٌ *** وَکُلٌّ إلى ذَاکَ الجَمالِ یُشیرُ

ویُستنتج من العبارات التی وردت فی آیات القرآن الکریم أنّ جمیع أسمائه هی مفردات من أسمائه الحسنى : (وَللهِِ الأَسمـَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا) ، (الآیة الأولى من بحثنا).

والدلیل على ذلک واضحٌ أیض ، لأنّ أسماءه «عزّ وجلّ» إمّا تعبّر عن کمال ذاته (کالعالم والقادر) أو عن نزاهة تلک الذات الأحدیّة عن أی لون من النقص (کالقدّوس) أو تحکی عن أفعاله التی تعکس فیض الوجود من جهات مختلفة (کالرحمن والرحیم والخالق والمدبّر والرازق) .

وتعبیر الآیات أعلاه ، الذی یدلّ على الحصر ، یُبیّن بأنّ الأسماء الحسنى خاصّة به تعالى ، لأنّ أسماءَه تُعبرّ عن کمالاته ، وکما نعلم فإنّ واجب الوجود هو عین الکمال والکمال المطلق ، لذا فالکمال الحقیقی من شأنه وخاص به وکلُّ ما سواه ممکن الوجود ومحض الحاجة والفقر .

وهنا یتبادر إلى الذهن السؤال التالی ، وهو : أنَّ الروایات الشریفة ذکرت ـ کما سنشیر إلیه فی البحث القادم ـ عدداً معیناً للأسماء الحسنى ، ممّا یشیر إلى أن تعبیر الأسماء الحسنى لا یشمل جمیع الأسماء الإلهیّة ، بل یشمل قسماً منه ، فما معنى ذلک ؟

فی الإجابة عن هذا السؤال نستطیع القول: إنّ السبب فی ذکر عدد معیّن من الأسماء والصفات قد یکون لبیان أهمیّتها لا انحصاره ، مضافاً إلى أنّ الکثیر من الأسماء الإلهیّة کما سیتضح فی البحوث المقبلة تشبه الأغصان الأصلیّة الرئیسة ، والبقیة تتشعبُ منه ، فمثلاً نُلاحظ أن (الرازق) فرعٌ من صفة الربّ (أیّ المالک والمدبّر) .

وهکذا حال بقیّةِ الأوصاف من قبیل (المحیی والممیت) .

وبعیدٌ جدّاً أن تکون الأسماء الحسنى ذات مفهوم خاص فی الشرع (أی لها حقیقة شرعیّة) ، بل هی اصطلاح لغوی یشمل جمیع الأسماء والأوصاف الإلهیّة .

وتعبیر القرآن الکریم ب :(وَللهِِ الأَسمـَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا) هو دعوة ـ فی الحقیقة ـ إلى ترک الإلحاد وتحریف هذه الأسماء کتسمیة الاصنام بأسماء الله ، أو دعوة إلى اجتناب تسمیة الله بالأسماء ذات المفاهیم الممزوجة بالنقائص والخاصّة بالمخلوقات . أو هو إشارة إلى عدم تنافی تعدد الأسماء الحسنى مع وحدانیة ذاته المقدّسة أبد ، لأنّ تعدُّد الأسماء ناجمٌ عن قصر نظرتنا لإدراک ذلک الکمال المطلق ، فأحیاناً ننظر من زاویة اطلاعه على کُلّ شیء فنسمیه (بالعالم) وأحیاناً اُخرى ننظر من زاویة قدرته على کلّ شیء فنسمیّه (بالقادر) .

وعلى أیّة حال فإنّ جمیع القرائن تدل على أنّ جمیع الأسماء الالهیّة المقدّسة حسنى بالرغم من أنّ بعضها ذات أهمیّة خاصّة .

 

2 ـ عدد الأسماء الحسنى وتفسیره أسماء الله الخاصّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma