یرید الله بکم الیسر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
إنّ الله یخلق مایشاء إرادته سبحانه فی نُصرة المستضعفین

تحدثت الآیة الرابعة عن إرادة الله تعالى التشریعیة ، والتی وردت فی مواضع عدیدة من القرآن ، أی إرادته فی التقنین ، فبعد الحدیث عن فریضة الصیام فی شهر رمضان واستثناء المسافرین والمرضى من هذا الحکم ، قال تعالى : (یُریْدُ اللهُ بِکُمُ الْیُسْرَ وَلاَ یُریدُ بِکُمُ الْعُسْرَ) .

وتعدّ هذه الآیة من الآیات التی نفت التکالیف التی لاتطاق و«التکالیف الشاقة» فی نفس الوقت ، وماقاله الفخر الرازی فی عدم دلالة ذیل الآیة على العموم اشتباه محض ، لأنّ الألف واللام الواردة فی کلمتی «الیسر» و«العسر» للجنس، تدل فی مثل هذه الحالات على العموم .

ویمکن طبعاً أن یکون هنالک استثناءات معینة فی هذا القانون ، کبقیة القوانین الاُخرى ، مثل الأمر بالجهاد وماشاکله ، فالجهاد ضدّ الخنوع والذل تحت سلطة الأعداء ، یُعدّ من مصادیق الیسر أیضاً لا العسر .

فبعد أن ذکر سبحانه وتعالى نوعین من الأحکام الإلهیّة فی الآیة الاُولى من سورة المائدة ، فی مجال الالتزام بجمیع العقود والمواثیق ، وحلیّة أکل لحوم المواشی حیث قال : (إنّ اللهَ یَحکُمُ ما یُریدُ) وهذا التعبیر یوضح شمول الإرادة الإلهیّة التشریعیة لکل الأشیاء .

وبخصوص جزاء الأعمال ، نلاحظ أنّه تعالى بعد أن ذکر دخول المؤمنین الصالحین الجنّة ، قال : (اِنَّ اللهَ یَفْعَلُ مـَا یُریدُ) . (الحج / 14)

وبدیهی أنّ شمولیة إرادة الله فی التشریع ، وفی الأثابة والمعاقبة ، وهکذا فی عالم الوجود ، لا تعنی انفصال إرادته عن حکمته سبحانه ، أو أن یکون خلقه أو محاکمته أو إثابته بدون حکمة ومصلحة.

 

إنّ الله یخلق مایشاء إرادته سبحانه فی نُصرة المستضعفین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma