المشیئة الإلهیّة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
الوحی والمشیئة الإلهیّةإنّ الله یخلق مایشاء

والآیة السادسة تحدثت عن المشیئة الإلهیّة أیض ، والحدیث هذه المرّة یدور حول مصیر العباد وأعمالهم ، فالتفت عزّ وجلّ بالخطاب إلى رسوله الکریم (صلى الله علیه وآله)بقوله : (وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَىء إِنِّى فـَاعِلٌ ذَلِکَ غَداً * اِلاَّ اَنْ یَشـَاءَ اللهُ) . أی عندما تتحدث عن عزمک بالقیام بعمل مافی المستقبل فتوکل على المشیئة الإلهیّة دائماً وقل : «إن شاء الله» . وهذه الجملة تدلّ على تقدم مشیئة الله على بقیة المشیئات وعدم وقوع أی شیء دون مشیئته سبحانه .

وواضح أنّ هذا الکلام لایشیر أدنى إشارة إلى مسألة الجبر ، بل یشیر إلى غلبة المشیئة الإلهیّة التی لایستطیع أیّ فرد بلوغ هدفه بدونه ، وما الحریة التی منحها الله للإنسان إلاّ لاختباره وتربیته والعروج به فی سُلم الکمال ، وحریة الإرادة الإنسانیة لا تعنی سلب القدرة الإلهیّة .

إضافة إلى هذا فإنّ إرادة ومشیئة الإنسان هی احدى عوامل وصوله وبلوغه أهدافه ، وهنالک مئات من العوامل الاُخرى ، خارجة عن قدرته ، ولا ترتبط إلاّ باللّه تعالى .

ومن هنا فإنّ أدب الکلام والخضوع للأمر الواقع یفرض على الإنسان أن لا ینسى عبارة : «إن شاء الله» فی برامجه الخاصّة أبد .

وجاء التأکید هنا أیضاً على أثر «المعرفة» على أعمال الإنسان ، فإیمانه بالإرتباط بالمشیئة الإلهیّة یجعله یشعر دائماً بالفقر إلى الله وعدم الاستقلال عنه سبحانه ، فلا یصیبه الغرور أبد ، ولا یرکب مرکب الأنانیة ، ویزیده استقامة وصلابة فی مواجهة الصعاب والمشاکل ، وینقذه من الوقوع فی مخالب الیأس والقنوط لأنّه یعلم أنّ مشیئة الله أکبر من کلَ شیء .

 

الوحی والمشیئة الإلهیّةإنّ الله یخلق مایشاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma