2 ـ مامعنى إرادة الله سبحانه؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
3 ـ الإرادة الإلهیّة التکوینیة والتشریعیة1 ـ الدلائل العقلیة على الإرادة الإلهیّة

لا شک فی عدم إمکانیة مقایسة مفهوم إرادة الإنسان بالإرادة الإلهیّة ، لأنّ الإنسان یتصور الفعل فی البدایة (مثل شرب الماء) ، ثم فوائده ، ثم یعتقد بفوائده ، ثم یشتاق ویرغب إلى القیام بذلک الفعل ، فعندما یصل شوقه هذا مراحله النهائیة یصدر أوامره إلى العضلات ، فیتحرک الإنسان لانجاز هذا العمل .

لکننا نعلم أنّ کل هذه المفاهیم (التصور والاعتقاد ، والشوق والاُمور وحرکة العضلات) لا معنى لها بخصوص الباری، لأنّها جمیعاً حادثة ، فأین إرادته منها إذن ؟

من أجل هذا ذهب علماء الکلام والفلاسفة المسلمون ـ صوب مفهوم یتناسب مع الوجود البسیط المجرد ، وبنفس الوقت یتناسب مع أی نوع من أنواع التعبیر الحاصل لدى الله تعالى ، فقالو : إنّ إرادة الله تعالى على نوعین :

1 ـ الإرادة الذاتیة .

2 ـ الإرادة الفعلیة .

1 ـ الإرادة الإلهیّة الذاتیة: هی علمه بالنظام الاصلح لعالم التکوین ، وعلمه بخیر وصلاح العباد فی الأحکام والقوانین الشرعیة .

إنّه یعلم أیّ نظام أفضل وأصلح لعالم الوجود ، ویعلم أفضل الأوقات المناسبة لایجاد الموجودات ، وهذا العلم منبع تحقق الموجودات وحدوث الظواهر فی الأزمنة المختلفة .

وکذلک فانّه سبحانه وتعالى یعلم مصلحة عباده الکامنة فی هذه القوانین والأحکام ، وأنّ روح هذه القوانین والأحکام هی علمه بالمصالح والمفاسد .

2 ـ إرادته الفعلیة عین الایجاد وتعدّ من صفاته الفعلیة لذا فإنّ إرادته فی خلق السموات والأرض هی عین حدوثه ، وإرادته فی فرض الصلاة هی عین وجوبها وفی تحریم الکذب هی عین حرمته .

وخلاصة الکلام هی أنّ إرادة الله الذاتیة عین علمه ، وعین ذاته ، لذلک اعتبرناها من فروع العلم وإرادته الفعلیة عین الإیجاد والتحقق .

وسیتضح الموضوع بصورة أفضل عند نقل بعض الأحادیث الشریفة الواردة فی هذا المجال ، إن شاء الله تعالى .

 

3 ـ الإرادة الإلهیّة التکوینیة والتشریعیة1 ـ الدلائل العقلیة على الإرادة الإلهیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma