أشرنا فیما مضى إلى أنّ بعض الصفات الإلهیّة یمکن أن تکون ذات بعدین ، ذاتی وفعلی ولکن بمفهومَیْن .
ویُمکن أن تکون صفتا (القاهر) و(القهّار) من هذا القبیل ، فلو اعتبرناها مرادفة لصفتی (قادر) و(قدیر) لصارت من صفات الذات ، أمّا لو حُمِلَتْ على مفهوم القهر والغلبة الفعلیة الخارجیّة لصارت من صفات الفعل.
وعلى أیّة حال فإنّ قدرته غیر متناهیة ومن جمیع الجوانب فهو قاهر وغالب لکل شیء بالطبع ، ومسیطر على جمیع الأمور ، لا مانع یحول دون مشیئته ، ولا یصعب علیه أیّ أمر .
وقد وردت هذه الصفات الإلهیّة الثلاث فی الآیات القرآنیة ، فلنتأمل خاشعین فی الآیات التالیة :
1 ـ (وَهُوَ القَاهِرُ فَوقَ عِبَادِهِ).(1) (الانعام / 18)
2 ـ (ءَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَیرٌ أَمِ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ).(2) (یوسف / 39)
3 ـ (وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ وَلَکِنَّ أَکثَرَ النَّاسِ لاَیَعلَمُونَ).(3) (یوسف / 21)