دلائل صدق الله

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
آخر الکلام حول الصفات الإلهیّةجمع الآیات وتفسیرها

قال علماء العقائد: إنَّ جمیع المسلمین یتفقون على مسألة صدق الله، لکن الأشاعرة الذین لا یعتقدون (بالحسن والقُبح) یعجزون عن إثبات هذه المسألة، لأنّه لا ینفع معهم الدلیل العقلی، والدلیل النقلی ینفع فی بحثنا هذا، لأنّهم إن یستندوا على الآیات القرآنیّة الدّالة على صدق الله یجر الکلام حتى یصلَ إلى هذه الآیات. وبعبارة اُخرى فإنّ الاستدلال بالآیات یستلزم الدور (تأمل جیداً).

وهنا یعجزون عن الجواب وإثبات مدّعاهم.

وبما أنَّ مسألة الحسُن والقُبح العقلیّین ـ بغض النظر عن التعصّب والأذواق المنحرفة ـ من المُسَلَّمات، فإنّ أفضل طریق لإثبات صدق الله هو هذه المسألة.

یُعد الکذب، حتى من قِبَلِ الإنسان العادی، من أقبح الأعمال، بل یعتبر بؤرة أغلب القبائح، ودلیلا بارزاً على انحطاط الشخصیّة، فمن المسلَّم به قُبح مثل هذا العمل من کلّ ناحیة بالنسبة إلى الباری تعالى، أی أن یکذب سبحانه أو یَعِدَ کذباً ـ معاذ الله.

وإن احتمل أحد مثل هذا الإحتمال اللامعقول بالنسبة إلى الذات الإلهیّة المقدّسة لتهدمت جمیع مبانی معتقداته، لأنّ القسم الرئیس من هذه المبانی مأخوذ عن الوحی، وَلَو وُجد احتمال الکذب ومخالفة الواقع إلیه سبیلا، لما بقیت هنالک ثقة بالوحی، والأخبار الإلهیّة، والوعد والوعید، ولتزلزلت جمیع المعتقدات الدینیة وتعرضت للعدم، وهذه المسألة من الوضوح بحیث لا تحتاج إلى توضیح.

وقد أشرنا سابقاً إلى أنّ عوامل الکذب أی (الجهل) و(الحاجة) لیس لها إلى ذات الباری من سبیل، وهذا بحد ذاته دلیلُ آخر.

 

آخر الکلام حول الصفات الإلهیّةجمع الآیات وتفسیرها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma