آخر الکلام حول الصفات الإلهیّة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
تمهیددلائل صدق الله

لا ریب أنّ لبحث صفات الله طابعاً عقائدیاً، والهدف منه هو تکمیل المعارف الإلهیّة، ولکن ینبغی أن لا یُغفلَ عن أثره التربوی فی تکامل النفوس الإنسانیة، وغالباً ما کان هذا هو هدف القرآن من طرح هذه الصفات.

فعندما نصف الله بالذات الکاملة، وبأنّه سبحانه أمل جمیع العباد، وتبذل جمیع الجهود والمساعی من أجل التقرُّب منه، وإلیه تنتهی جمیع الخطوط التکاملیة، فإنّ من الواضح أنّ هذا البحث یقول للإنسان بکل صراحة وجزم: (إنّک ستنتصر وتنجح فی جهودک ومساعیک، وستبلغ السعادة عندما تستطیع أن توهِّج نوراً فی قلبک من صفات الجلال والجمال الإلهیّة تلک).

أو بتعبیر آخر، فإنّک تصیر مظهراً لأسماء الله وصفاته وتطغى علیک صبغته، وتصیر روحک ونفسک مرآةً لأسمائه، ومظهراً لصفات جلاله وجماله.

وأن تحاول التشبُّه به من حیث العلم، القدرة، الإرادة والمشیئة، المدیریّة والربوبیّة، والرحمانیّة والرحیمیّة، و...، ولو بمقدار قلیل.

ویُلاحظ وجود إشارت لطیفة إلى هذه المسألة التربویّة المهمّة وردت فی الأحادیث الإسلامیة، ومن جُملتها ما ورد فی (تنبیه الخواطر) عن الرسول الأکرم محمّد(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «جعل الله سبحانه وتعالى مکارم الأخلاق صلةً بینَهُ وبین عباده فحسبُ أحدکم أن یتمسک بخلق متّصل بالله»(1).

وفی حدیث آخر عنه(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «تخلّقوا بأخلاق الله»(2).


1. تنبه الخواطر، ص 2 و 3، طبق ماورد فی میزان الحکمة، ج 3، ص 149.
2. زبدة المعارف فی أصول العقائد، ص 87، المحقق اللاهیجی.

 

تمهیددلائل صدق الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma