4 ـ الحَشْر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
5 ـ النشر3 ـ البعث

لقد ورد تعبیر آخر عن القیامة فی آیات عدیدة من القرآن المجید وهو «الحشر» کما جاء فی آیة بحثنا: (وَاِنَّ ربَّکَ هُوَ یَحْشُرُهُمْ اِنّهُ حَکِیمٌ عَلِیمٌ).

«حکمته»: توجب أن لا ینتهی کل شیء بموت الإنسان، وإلاّ فإنّ الحیاة الدنیا والنوم والأکل والشرب واللّبس لا قیمة لها حتى تکون الهدف من خلق الإنسان الرفیع المستوى ویکون الهدف من خلق هذا العالم الوسیع، «علمه» أیضاً یکون رافعاً للعقبات فی أمر معاد العباد وحشرهم ونشرهم وحسابهم (جمع ذرات أبدانهم المنتشرة فی التراب وکذلک جمع أعمالهم وأقوالهم)، وذلک لأنّه عالم بکل شیء وقد أحصى کل شیء.

التعبیر بـ «الحشر» عن القیامة استخدم فیما یقارب 30 مرّة فی آیات القرآن المجید وفی سور مختلفة، وهذا المقدار من الاستعمال هو دلیل على أهمیّة الحشر فی القرآن.

«الحشر» فی اللغة ـ نقلا عن «مقاییس اللغة» ـ بمعنى الجمع المقارن للسَوق والقوْد، ویطلق أحیاناً على کل جمع أیضاً، وعن «مفردات الراغب» بمعنى اخراج مجموعة من مقرّهم لساحة الحرب أو ما شابه ذلک، ولذا جاء فی الروایات: «النّساءُ لا یُحشَرْنَ» أی لا یُسَقْنَ نحو سوح القتال.

وجاء فی «التحقیق» إن مادة «حشر» تحمل فی طیاتها ثلاثة معان: «البعث» و«السَوق» و«الجمع».

فحشرات الأرض تعنی الدواب الصغیرة وسُمیت بذلک لکثرتها وتحرکها ولکونها منبوذة.

واستُخدم هذا التعبیر للمعاد ویوم القیامة لأنّ جمیع البشر الذین عاشوا على مرّ التاریخ الإنسانی سوف یجمعون فی ذلک الیوم فی مکان واحد، ویساقون للحساب نحو محکمة العدل الإلهی، ثم یساقون نحو الجنّة أو النار.

علاوةً على هذا فإنّ ذرات بدن کل إنسان والتی انتشرت فی مناطق مختلفة من الکرة الأرضیة وحتى التی انتشرت أحیاناً فی البحر والفضاء فإنّها سوف تجمع فی ذلک الیوم بأمر الله، وتعاد الروح إلیها، ولایقتصر الأمر على جمع الذرات فقط بل یشمل جمع الأعمال أیضاً، وعلى هذا فإنّ یوم القیامة هو یوم الجمع والحشر فی ابعاد مختلفة.

بل یستفادُ أیضاً من الروایات الإسلامیة أنّ الأمر لایختص بأهل الأرض فقط بل یجتمع معهم فی هذا الأمر سکان السماوات أیضاً ولهذا السبب جاء فی تفسیر «یوم التلاق» الذی هو أحد اسماء القیامة الوارد فی سورة غافر الآیة 15 عن الإمام الصادق(علیه السلام): «یوم یلتقی أهلُ السماء واهلُ الأرض»(1).


1. بحار الأنوار، ج 7، ص 59، ح 5.

  

5 ـ النشر3 ـ البعث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma